×
شرح كتاب الكبائر

وللبخاري ([1]): أنَّ رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أَوْصِني، قال: «لا تَغضبْ» فردَّد مرارًا قال: «لا تَغضَبْ».

****

هذا رجل طلب من النبي صلى الله عليه وسلم الوصيَّة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تغضب» وكان الرجل يريد أكثر من هذا، فكرر على الرسول صلى الله عليه وسلم السؤال بطلب الوصيَّة، فقال له: «لا تغضب»، ثم كرَّر عليه الثالثة، فقال: «لا تغضب»، وهذا والله أعلم لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عرف أن هذا الرجل كثير الغضب، فالنبي صلى الله عليه وسلم أعطاه من الوصيَّة ما يناسب حاله، وهذا من وفور عقله صلى الله عليه وسلم بأن وصف العلاج المناسب للشخص المناسب، فإن المسلم إن تجنب الغضب سلم من أمور كثيرة، وإذا غضب كان على خطر عظيم، فإنَّ المرء إن غضب لم يَدْرِ ما يقول أو يفعل، وقد يقول كلمة الكفر، أو قد يقتل وقد يطلِّق زوجته فهو قد لا يستطيع أن يمسك لسانه ولا يده، ثم إذا ذهبت ثورة الغضب ندم حيث لا ينفع النَّدم.

فعلى المسلم إذا غضب أن يمسك بزمام نفسه، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فالغضب يعالج بعدَّة طرق، فعليه أولاً: أن يستعيذ بالله من الشيطان، لأنَّ الغضب من الشيطان.

ثانيًا: أن يتوضأ، لأن الغضب من الشيطان، والشيطان مخلوق من نار، والماء يطفئ النار.

ثالثًا: إذا كان قائمًا فليقعد، وإذا كان جالسًا فليضطجع.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6116).