لَكُمۡۚ﴾ [غَافر: 60] فلم يقل: ادعوني بواسطة فلان أو فلان، وهو سبحانه القائل
أيضًا: ﴿وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا
دَعَانِۖ﴾[البَقَرَة: 186]، فالله سبحانه قريب
يسمع ويبصر عباده ويعلم حوائجهم ويجيبهم، وما على العبد إلاَّ أن يسأل ربه مباشرة
دون وسائط، لأنَّه يعلم الجهر وما يخفى، فلا حاجة لهذه الوسائط، لأنَّ هذه إنما
تكون عند الملوك في الدنيا والرؤساء الذين لا يعلمون إلاَّ ما يبلغون من أمور
الخلق والرعية فيحتاجون لمن يبلِّغهم، أما الله عز وجل فإنه غني عن ذلك فهو سبحانه
يخبر أنه ليس بحاجةٍ إلى وسائط بينه وبين عباده، وهؤلاء يقولون: لا بُدَّ
من الوسائط!! ويستدلون بقوله تعالى: ﴿وَٱبۡتَغُوٓاْ
إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المَائدة: 35]، والوسيلة إنما هي: العمل الصالح، وليست الأشخاص، أي:
توسلوا إليه بالأعمال الصالحة لا بالأشخاص، وقال تعالى: ﴿يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ﴾ [الإسرَاء: 57]، فالوسيلة معناها:
التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالطاعة، وليس الأشخاص، فهذا ونحوه إنما يدخل في
باب الكذب في العقيدة.
وأما الكذب في الحلال والحرام، كقول البعض: إن الله حرَّم كذا، أو أحَلَّ كذا دون دليل، فهؤلاء القائلون مثل هذه الأقوال سوف يأتون يوم القيامة سُود الوجوه كما أخبر عنهم سبحانه وتعالى بقوله: ﴿يَوۡمَ تَبۡيَضُّ وُجُوهٞ وَتَسۡوَدُّ وُجُوهٞۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡوَدَّتۡ وُجُوهُهُمۡ أَكَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ﴾ [آل عِمرَان: 106]، وبقوله ّ ﴿تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ﴾ [الزُّمَر: 60]، وهذا إنما يكون يوم القيامة، عند البعث والنشور، يوم يقوم الناس لرب العالمين.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد