لا يقدر عليه إلاَّ
الله، والذبح والنذر لغير الله، فهذه الأمور كلها شرك بالله، لأنَّ العبادة حقٌّ
لله وحده لا ينبغي أن يشاركه فيها أحد.
وقوله: ﴿مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ
سُلۡطَٰنٗا﴾ أي: حجة وبُرْهانًا، فالله تعالى لم ينزل حجة للمشرك أبدًا، وبخلاف الموحِّد
فإنَّ عنده سلطانًا وبرهانًا وحجةً على توحيد الله تعالى، أما المشرك فليس عنده
إلاَّ الشُّبهات والخرافات التي يتعلق بها، في حين نرى أنَّ التوحيد براهينه ظاهرة
وجَلِيَّة في الوحي المنزل وفي الكون المشاهد، ولله الحمد والمنَّة.
وقوله: ﴿وَأَن تَقُولُواْ عَلَى
ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ هذا محل الشاهد هنا، أي لا تقولوا في دين الله ما لا تعلمون،
أي: بدون دليل وعلم، وهذا عامٌّ في تحريم القول في أمور الدِّين من غير يقين، فهذا
ممَّا حرَّمه الله ونهى العباد عن تعاطيهِ لِما فيه من المفاسد، فلا يجوز للمسلم
أن يقول ما لا يعلم، والذي لا يعلمه عليه أن يسكت عنه ولا يتخرص فيه، فإن الله لم
يكلِّفه ما لا يقدر عليه، فإن سُئلت عن مسألة لا تدري عن جوابها فإمّا أن تؤجل
الجواب حتى تبحث وتسأل، وإمّا أن تحيله إلى غيرك وإلى من هو أعلم منك، فأنت عندئذٍ
في عافية.
قد تكون لدى بعض الناس أهواءٌ، فينتحل أحدهم الجواب عنها لأجل أن يستدل لرغبته وهواه، فيصطنع شيئًا من الأقوال أو الشبهات ليروِّج باطلَه، ولينتصر على خصمه، وهذا أيضًا قولٌ على الله بغير علم، وهذا هو حالُ بعض الذين يتجرؤون على الفتوى الآن في الفضائيات وفي الصحف دون أن يكون لديهم العلم الكافي الذي
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد