يؤهِّلهم للتصدِّي
لإصدار هذه الفتاوى، فهؤلاء في خطر عظيم، لأنهم إما أن يكونوا جهّالاً ليس لديهم
رصيدٌ من العلم وإنما يتكلمون بالتخَّرص، وإما أن يكونوا أصحاب هوىً فيقولون ما
يوافق أهواءهم من غير دليل ولا برهان.
وليحذر المسلم من
ذلك، ولا سيما طلاب العلم غاية الحذر من القول على الله بغير علم.
وفي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: «من علّمه الله علمًا فليعلِّمه الناس» أي: إذا علّمه الله من الكتاب والسُّنة، فلا يجوز له أن يبخل به ويكتمه، وإنما عليه أن يعلّمه غيرَه وينشره في الناس، فالناس بحاجة إلى العلم، قال تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ وَٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ فَبِئۡسَ مَا يَشۡتَرُونَ﴾[آل عِمرَان: 187]، لأنَّه قد يكتم بعض الناس العلم ولا ينشروه، إمـا من باب الكسل أو لطلب الراحة وهذا أمر مذموم وإما أن يكون له هوًى فلا يقول الحق، وإنما يقول غير الحق ليوافق هواه، وهذا كتمان للعلم وكذب على الله، وهذا أعظم جرمًا من كَتْم العلم، فالواجب على العالم أن يعلّم غيره مـمّن يحتاجون إلى علمه، وينشره بين الناس ليستفيدوا من علمه، ويؤجر هو على ذلك، والله لا يُضيع عَمَل عاملٍ. وأما من لم يعلّمه الله فعليه السكوت، وهذا هو محل الشاهد: أن من ليس عنده علم فعليه أن يسكت ولا يُفتي ولا يدرس الناس وهو جاهل، فالمصيبة كلُّ المصيبة أن يتصدر للفتوى والتدريس الجهال من الناس، فلا ينبغي الرجوع إلى مثل
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد