أحدًا يدبر ويخلق مع
الله، أو ينفع أو يضر، نقول له: إنَّ هذا كلام باطل لم يقُله أهل الجاهلية قط،
فهؤلاء كانوا إذا نُهوا عن عبادة القبور والأولياء، قالوا: نحن نعلم أنَّ الأموات
لا ينفعون ولا يضرون، ولكننا نتخذهم وسائل بيننا وبين الله، أي: هم يدعونهم
ويستغيثون بهم، ليشفعوا لهم عند الله، ولهذا قال تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا
يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يُونس: 18]، فهم يعترفون أنهم
لا يضرونهم ولا ينفعونهم إنما حجتهم أنهم شفعاء لهم عند الله، ووسيلة عنده، ويسمون
هذا توسلاً وليس شركًا!!
الموبقة الثانية: «السِّحر» والسحر في اللغة: العمل الخفيّ الذي له تأثير وهو لا يُرى، ومنه سُمي السَّحَر سَحَرًا لأنه يأتي آخر الليل، أما في الشرع فالسِّحر: عبارة عن رُقى وعزائم وطلاسم يعملها الساحر، وعُقَدًا يعقدها وينفث فيها، وعزائم يقرؤها بأسماء الشياطين، ثم ينفث من ريقه الخبيث ويستعين بالشيطان، فيؤثر في بدن المسحور إما بالموت أو المرض أو بتخبيل العقل؛ وحُكم الساحر أنه كافر بالله عز وجل، ولهذا حكم الله على تعلِيم السحر وتعلُّمِه بالكفر، فقال تعالى: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ﴾[البَقَرَة: 102] فاليهود قد اتهموا سليمان بأنه سخَّر العفاريت بالسحر قبحهم الله وإنما سخَّرها الله سبحانه وتعالى له، فرد الله تعالى عليهم بقوله: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ﴾ [البَقَرَة: 102] أي: ما سحر كما تقول اليهود فسمي
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد