×
شرح كتاب الكبائر

وقال الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ [المَائدة: 2] الآية، وقوله: ﴿مَّن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةً حَسَنَةٗ يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٞ مِّنۡهَاۖ وَمَن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةٗ سَيِّئَةٗ يَكُن لَّهُۥ كِفۡلٞ مِّنۡهَاۗ الآية [النِّسَاء: 85].

****

فهو أخذ الحق من صاحبه وأعطاه لغير صاحبه بسبب تزويره وخصوماته وبلاغته في الحجة، فعلى الذين يتولّون المحاماة والوكالات وأمر الخصومات أن يتقوا الله عز وجل، وألاّ يخاصموا إلا بحق، أما أن يتعمدوا التزوير، ويغرِّروا بالقاضي ويستخدموا لذلك الأساليب الملتوية، كأن يكون هناك رشوة أو شهادة زور، فهذا في غاية الخطورة، فالخصومة بالباطل خطرها عظيم، وشرها كبير، فعليهم أن يتقوا الله تعالى، ويعلموا أنهم مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى.

قوله: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ أي: على الخير والإصلاح والصلاح، ﴿وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ أي: ولا تعاونوا على الضدِّ والنقيض منها، فالإثم ضد البرّ، والعدوان هو: الاعتداء على الناس بسَلْب حقوقهم، فالخصومة بالباطل من التعاون على الإثم والعدوان، وهذا مَحَلُّ الشاهد من الآية الكريمة، فالمخاصم بالباطل يكون متعاونًا على الإثم والعدوان، وقد قال تعالى في نهاية الآية: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ أي: اتقوا عذاب الله وغضبه إن أنتم خاصمتم بالباطل وظلمتم الناس، فإنكم حينها تستوجبون غضب الله وعقوبته، فعليكم أن تتقوا ذلك الغضب، بتَرْكِ هذا الفعل الخطير، وعليكم بتقوى الله لأنه رقيب على الجميع، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ، أي: اتقوا عقابه، فإن عذابه ليس سهلاً تحمله، بل هو شديد لا طاقة لكم به.


الشرح