×
شرح كتاب الكبائر

ولهما ([1]) عند ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعًا، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِه ويَدِه، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهى اللهُ عنه».

****

 واقصُروا الخُطْبة»([2])، فقوله: «مَئِنَّة» أي: علامة «على فقهِهِ»، لكن بعض الناس يخالف السُنَّة فيقصرون الصلاة ويطيلون الخطبة، فيجعلون الصلاة في دقيقتين والخطبة في ساعة أو أكثر ولا يعلق منها شيء في الذهن ولا يحفظ منها شيء.

أما قوله: «المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده» فالمراد بالمسلم هنا: كامل الإسلام، لأنَّ الغيبة نقص في الإسلام، فمن كمال الإسلام ترك الغيبة، فمن تركها كَمُلَ إسلامه. وقوله: «مَن سَلِمَ المسلمون من لسانه» كالسبِّ والشتم والغيبة، وسَلِمَ المسلمون من يده، بضربهم وإيذائهم بقتل أو أخذ مال، فاليد جارحة من الجوارح يكتسب بها المسلم أفعالاً خَيريّة أو أفعالاً محرَّمة، فمن الإسلام كف المسلم يده عن أذى النفس، ولسانه عن أعراضهم، فإسلام العبد يحتاج إلى المحافظة عليه مما يؤثر فيه من الأقوال المخلّة والأفعال القبيحة وسائر التصرفات، فالمسلم يكون مسلمًا فيما بينه وبين الله بإخلاص العبادة له، وبتسليم قلبه له، ويكون مسلمًا بينه وبين المسلمين، بكَفِّه لسانه عن شتمهم ويده عن ضربهم وإيذائهم، فأفضل المسلمين مَن جمع إلى أداء حقوق الله تعالى أداء حقوق المسلمين.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6484)، ومسلم رقم (40).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (869).