وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «مَن أَكَلَ لَحْمَ أخيهِ في الدُّنيا
قُرِّبَ إليه يَومَ القِيَامَةِ، فَيُقال لَهُ: كُلْهُ مَيتًا كما أكلته حَيًّا،
فَيأْكُلُه، فَيَكلَحُ وَيَصيحُ» رواه أبويعلى بسند حسن ([1]).
ولابن حبّان ([2]) وصحَّحه عنه في قصة ماعز، أنَّ رجلاً قال لآخر: انظُر إلى هذا الرَّجُلِ
الذي سَتَرَ اللهُ عَليهِ فلَمْ يَدَعْ نَفسَه حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الكَلْبِ،
فقال لهما النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلا من جِيفَةِ هذا الحِمارِ الميِّتِ
كَما أَكلتما عِرضَ هَذا الرَّجُلِ، فإنَّ ما أَكلتُما أشَدُّ مِن أَكلِ هذهِ
الجيفةِ».
****
وهي الانتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام،
وتكون قلبيّة وذلك بترك المحرّمات، أمَّا من هجر بعض الذنوب والمعاصي وبقي مستمرًا
على بعضها، فهذا هجرته ناقصة، والشاهد من الحديث ترك الغيبة وهجرها، لأن فيها
ضررًا على المسلمين.
قوله: «من أكل لحم أخيه، في الدنيا قُرِّب إليه يوم القيامة فيقال له: كُلْه ميتًا كما أكلته حيًّا» قال الله تعالى: ﴿وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ﴾ [الحُجرَات: 12]. فأكل لحوم الأموات أمر تنفر منه النفوس، والمغتاب إنما يأكل لحم أخيه بكلامه في عِرضه فكما أنَّ أكل لحوم الناس بعد موتهم أمر تكرهه النفوس، فكذلك يجب أن تكره أكل أعراضها في حال حياتها، لأنَّ ذلك أكل معنويّ.
([1]) أخرجه: الطبراني في «الأوسط» رقم (1656).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد