عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: «مَن كَرِهَ مِن أمِيرِه شَيئًا
فلْيَصبِرْ، فَإِنَّه مَن خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ قِيدَ شِبرٍ ماتَ مِيتَةً
جاهِليَّةً» أخرجاه ([1]).
ولمسلم ([2]) عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعًا: «سَتَكونُ بَعدي أَئِمَّةٌ لا يَهتَدون
بِهَدْيي، ولا يَستَنُّونَ بِسُنَّتي، وسَيَقُومُ فيهِم رِجالٌ قُلُوبُهم قُلوبُ
الشَّياطينِ في جُثمانِ إنسٍ» قال حُذيفةُ: قَلتُ: يا رسولَ الله، كَيفَ أصْنَعُ
إنْ أَدْرَكْتُ ذلك؟ قال: «تَسْمَعُ وتُطِيعُ الأميرِ، وإنْ ضُرِبَ ظَهرُكَ،
وأُخِذَ مالُكَ، فاسمَع وأَطِع». ****
وأما قوله صلى الله
عليه وسلم في حديث ابن عباس: «مَنْ كَرِهَ من أميرِه شيئًا فلْيَصْبِر» فهذا فيه أنَّ
الأمير قد يحصل منه شيء يكره منه كمظلمة أو أخذ مال، فعليك أن تصبر ولا تشق عصا
الطاعة، لأنَّ الصبر على هذا الأمر أسهل مما يحدث لو خرجت على ولي الأمر، وهذا من
باب دفع أخف الضررين، وخصوص، أما العموم فإنَّ خروجك عليه فيه تفريق الكلمة، ومن
ناحية الخصوص فإذا خرجت على جماعة المسلمين ومتَّ على ذلك فإنك ستموت ميتة جاهلية،
لأنَّ أهل الجاهلية لا يصبرون على طاعة ولاتهم، وهم الذين لا تجمعهم راية، فمن خرج
عن جماعة المسلمين شابه أهل الجاهلية.
أما قوله صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة: «سَتَكونُ بَعدي أَئِمَّةً لا يَهتَدونَ بهَديي» فيه الصبر على طاعة ولاة الأمور، وإن لم يكونوا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7053)، ومسلم رقم (1849).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد