×
شرح كتاب الكبائر

وولده عن ذكر الله تعالى، لكنَّ هذه الفتن تكفِّرها الصلاة والعبادات كما ذكر حذيفة رضي الله عنه في هذا الحديث، وعن هذا النوع من الفتن قال عمر لحذيفة: «ليس هذا أريد، إنما أريد التي تموج كموج البحر» إنما قصد عمر الفتنة التي يحصل بها سفك الدماء وشقّ عصا الطاعة، لأن الناس كانوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم مجتمعين في عهد الخليفتين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال له حذيفة: «ما لك ولها يا أمير المؤمنين؟»  أي: الفتنة الغليظة «إنَّ بينك وبينها بابًا مغلقًا، فقال عمر: يُفتح الباب أم يكسر؟ فقال حذيفة: بل يكسر»  والصحابة لا يعلمون ماذا قصد حذيفة وعمر، في حين أنَّ كلًّا من عمر وحذيفة يعرفان معنى الباب، فلذلك استحيا الصحابة أن يسألوا حذيفة في حينها، لكنهم سألوه بعد ذلك: فذكر لهم بأن المراد بالباب: عمر، وأنَّ كَسْره: قتله، فَقُتِلَ عمرُ رضي الله عنه على يد أبي لؤلؤة المجوسي ‑ عليه اللعنةوهو يصلي، فبايع الناس عثمان رضي الله عنه ولم تحصل فتن في أول خلافته، ثم جاء يهوديّ خبيث وهو ابن السَّوداء ‑ عبد الله بن سبأ ‑ وسمي ابن السَّوداء، لأنَّ أمـه كانت حبشية، فأظهر هذا الخبيث الإسلام وجعل يسب عثمان في المجالس، فاجتمع عليه من استهوتهم الفتنة، والكلام في ولي الأمر، وهذا شأن بعض الناس الذين يستبيحون الكلام في ولاة الأمور، ثم انتُبِه لهذا الخبيث فهرب إلى مصر، واجتمع عليه بعض الناس هناك، وكوَّنوا لهم طائفة خبيثة وانتهى الأمر بقتل عثمان رضي الله عنه، وكانت الفتنة الأولى بقتل عمر رضي الله عنه ثم الثانية بقتل عثمان رضي الله عنه، فبقتله انفتح باب فتنة على


الشرح