أَحَبَّ أَن يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ»، وهذا كقول الله تعالى: ﴿فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ﴾ [آل عِمرَان: 185]، وقوله: «يُزَحزَح» يدل أن الابتعاد عن النار أمر يحتاج إلى جهد، فهناك مصاعب وفتن تحصل في الدنيا قل من ينجو منها وهناك أهوال تحصل يوم القيامة تُشَيِّبُ الرؤوس حتى إنَّ الأنبياء يقولون: ربّ سلم رَبِّ سَلِّم، ومن هذه الأهوال: الوقوف في المحشر، ووزْنِ الأعمال، وتطاير الصحف، والمرور على الصراط لينتهيَ الأمر بالمسلم لجنَّة أو نار. والصراط: هو جسر على متن جهنم أدق من الشعر، وأحدُّ من السيف، يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالفرس الجواد، ومنهم من يعدو عَدوًا، ومنهم من يمشي مشيًا، ومنهم من يزحف زحفًا، والنبيّون عليهم الصلاة والسلام على جَنبتَي الصراط يقولون: « اللهم سَلِّم سَلِّم» فمن نجا من هذه الأهوال زحزح عن النار ونجا منها أدخل الجنة، وأما من لم يَنْجُ وسقط، فقد خاب وخسر، وكانت جهنم مصيرًا له، لأنه ليس بعد هذه الدار إلاَّ الجنة أو النار، فمن أَحبَّ أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنة فليأتِ يوم القيامة بإيمان بالله ورسوله، وهذا لا يكون إلاَّ بمعرفة وعلم، أي: معرفة الإيمان والإسلام والثبات عليهما.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد