ولْيَأْتِ للنَّاسِ الذي يُحِبُّ أن يُؤتَى إِليْه، ومَن بايعَ إمامًا
فأَعطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وثَمَرَةَ قَلبِه، فَلْيُطِعْهُ إن استَطاع، فَإِن جاء
آخَرُ يُنازِعُه، فاضرِبوا عُنَقَ الآخَرِ». رواه مسلم ([1]).
****
قوله: «وليَأتِ
للنّاسِ الذي يُحِبُّ أن يُؤتى إليه»، أي: يعامل الناس مثل
ما يحب أن يعاملوه، فيكره الشر للناس كما يكرهه لنفسه، وفي الحديث: «لا
يُؤمنُ أحَدُكُم حتَّى يُحِبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنَفْسِه»([2])، أما الذي يريد الشر
للنّاس، واحتكار الخير لنفسه، فهو متوعد بعدم دخول الجنة؛ لأنَّ
الله شرط شروطًا لدخولها: هي الإيمان بالله ورسوله والموت على ذلك، ففي الحديث
الدعوة والحثُّ على الالتزام بطاعة الله ورسوله، واجتناب الفتن، والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، فمَن التزم بذلك خَتَم اللهُ له بالصلاح، وكان من أهل الجنة.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بايَعَ إمامًا فَأَعطاهُ صَفقَةَ يَدِهِ وثَمرةَ قلبه فليُطعه إن استطاع» وهذا من أسباب النجاة من الفتن وهو لزوم البيعة للإمام، ولا تكون البيعة من كل الناس بما فيهم الصغار والكبار والنساء وإنما تكون لأهل الحل والعقد من العلماء والأمراء، ومَن عَدَاهم تبعًا لهم، لأنهم ينوبون عن الناس بذلك، ولا يكون هذا الأمر بالانتخابات كما هو حاصل في الدول الكافرة، وإنما يكون بالبيعة الشرعية فمن بايع ثم نكث فإنما ينكث على نفسه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «فإن جاء آخر يُنازعه فاضربوا عنق الآخر» أي: فإن خرج عليه أحد فلا بُدَّ من صَدِّه ومنعه
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1844).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد