وله ([1]) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «بادِروا بالأعمال فِتَنًا كَقِطَعِ
اللَّيلِ المُظْلِم، يُصبِحُ الرَّجُلُ مؤمنًا ويُمسي كافِرًا، ويُمسي مُؤمِنًا
ويُصبِحُ كافِرًا، يَبيعُ دينَهُ بِعَرَضٍ من الدُّنيا».
****
ولو بقتله، حتى يستقيم الأمر، كما قال الله: ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ
إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ
إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ﴾ [الحُجرَات: 9]. فتجب مقاومة أصحاب الأفكار الخبيثة ودعاة الفتنة الذين
يريدون تفريق كلمة المسلمين ويقومون بالعصيان المسلح أو يبثون الأفكار التي
تفرِّق بين المسلمين بدعوى الجهاد في سبيل الله وطلب الشهادة، فيسمون عملهم الخبيث
جهاد في سبيل الله وطلبًا للشهادة ليغروا بذلك شباب المسلمين وضعاف الأنفس
والعقول.
أما قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: «بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم» فيه الحث على المبادرة، أي: المسارعة وانتهاز الفرص بالإكثار من الأعمال الصالحة والطاعات وعدم تضييعها، وترك التكاسل والخمول قبل مجيء الفتن، فإنَّ عُمُر الإنسان أيام معدودة، فما دمت معافى في بدنك وفي أمن واستقرار، فسارع إلى الاشتغال بالطاعات، لأنه إذا جاءت الفتن شغلت عن الطاعات، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «بادروا بالأعمال فتنًا» أي: اسبقوا بالأعمال قبل حدوث هذه الفتن، فإن الإنسان إذا كان في أمن واستقرار عمل، فإذا جاءت الفتن ألهته عن العمل وربما دخل فيها، وقد وصفها صلى الله عليه وسلم أنها «كقطع الليل المظلم» وهذا يعني أنها في شدَّتها وظلمتها وعدم تبيُّن أمرها كظلام الليل، يُلبسُ على المرء
([1]) أخرجه: مسلم رقم (118).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد