ولهما ([1]) عن أُسامةَ بن زيد رضي الله عنه قال: بَعثَنا
رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الحُرقات من جُهَيْنَةَ، فصَبَّحْنا القَومَ
فَهَزَمْناهم، فلَحِقتُ أنا ورَجُلٌ مِن الأنصارِ رَجُلاً مِنهُم، فلَمَّا
غَشِيناه قال: لاَ إله إلاّ اللهُ، فكَفَّ عَنه الأنصارِيُّ فطَعَنتُه بِرُمحي،
فقَتَلتُه، فلَمَّا قَدِمنا بَلَغَ ذلِكَ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
«يا أُسامةُ، أَقَتَلْتَهُ بَعدَما قالَ: لا إلهَ إلاّ الله؟» قُلت: يا رَسولَ
الله، إنَّما قالَها مُتَعوِّذًا، فقال: «أَقَتَلْتَهُ بعدَما قالَ: لا إله إلاّ
الله؟» قال: فما زالَ يُكَرِّرُها عَليَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَم أَكُن
أَسلَمْتُ قَبلَ ذلِكَ اليَوْمِ.
وفي رواية ([2]) أنه قال: «أفَلاَ شَقَقْتَ عَن قَلْبِه».
ولمسلم ([3]) أنه قال: يا رَسولَ الله، استَغْفِر لي، فقال: «كَيفَ تَصنَعُ بلا إله
إلاّ الله إذا جاءَت يَومَ القِيَامَةِ».
****
قوله: «ولهما عن أسامة بن زيد»: فيه أنَّ أسامة قَتَلَ هذا الرجل بعد أن قال: لا إله إلاَّ الله ظنًّا منه أنه إنما قالها ليَسلَمَ من القتل، فأنكر عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال له: «أقتلته بعد أن قال: لا إله إلاَّ الله؟!»، قالها ثلاثًا، فقال أُسامة: إنما قالها تعوُّذًا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «هَلاّ شَقَقتَ عَن قَلبِه؟» فهذا إنكار من الرسول صلى الله عليه وسلم لقتل من أظهر الإسلام، لأنَّ الله تعالى هو الذي يتولَّى السرائر ونحن ليس لنا إلاّ الظاهر، إلاّ إن تَبَيَّنَ لنا غير ذلك، قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6872)، ومسلم رقم (96).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد