ولهما ([1]) عن أبي هُريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «اجتنِبوا السَّبعَ المُوبِقات»
قالوا: وما هُنَّ يا رسولَ الله؟ قال: «الشِّركُ بالله، والسِّحْرُ، وقَتلُ
النَّفسِ الَّتي حَرَّم الله إلاّ بالحقِّ وأَكل الرِّبا، وأكْلُ مالِ اليَتيمِ،
والتَّولِّي يَوْمَ الزَّحفِ، وقَذفُ المُحصَناتِ الغافِلاتِ المُؤمِناتِ».
****
وقوله: «اجتَنِبوا
السَّبْعِ الموبِقات» الموبقات، يعني: المهلكات وأولها: الشرك
بالله، وقد سلف الحديث عنه والثانية: السحر، والسحر في اللغة: ما خفي
ولطف سببه، وأما في الشرع فهو على قسمين:
الأول: حقيقي يؤثر
بالأبدان، إما يقتل المسحور، أو يمرض الجسم وهو: عبارة عن رقى وعُقد وعزائم
تؤثر في بدن المسحور وعقله، وهذا أعظم أنواع السحر.
الثاني: سحر تخييلي، وهو أن يُخَيِّل الساحر للناس الأمور على غير حقيقتها، فيخيل للناس أنه يسحب السيارة بشعره، أو أنه يطعن عينه بأسياخ الحديد ولا تؤثر فيه، أو يأكل الجمر، وهذا مثل سِحْرِ سَحَرةِ فرعون لما ألقوا حبالهم وعصيهم وقد حشوها بالزئبق، فخيّل للناس أنها تسعى، قال تعالى: ﴿قَالَ أَلۡقُواْۖ فَلَمَّآ أَلۡقَوۡاْ سَحَرُوٓاْ أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسۡتَرۡهَبُوهُمۡ وَجَآءُو بِسِحۡرٍ عَظِيمٖ﴾ [الأعرَاف: 116]، والسحر بنوعيه كفر بالله كما قال تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ﴾[البَقَرَة: 102] فجعل تعلمه وتعليمه كفرًا، فقال تعالى: ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2766)، مسلم رقم (89).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد