في ثمنها. وكذا إذا
عرضت السلعة، واتفق الموجودون على أن لا يزيدوا في السلعة، ليتآمروا على البائع، فيضطر
أن يبيعها بثمن بخس، كان هذا من النجش المنهيِّ عنه.
وقوله: «ولا تدابروا» يعني: لا يُعرض
بعضكم عن بعض عند اللقاء، بل تقابلوا بالسلام والبشاشة والمودة، فإنك إن أعرضت عن
أخيك تأثر وحصل في نفسه عليك شيء.
وقوله: «ولا يبع
بعضكم على بيع بعض» هذا من نفي الضرر عن المسلمين، ومثاله: أن يشتري بعضهم
سلعة بثمن معيَّن ويشترط أن له الخيار لمدة يوم أو يومين، ثم يأتي آخر فيقول
للبائع: افسخ البيع وأنا أشتري منك بأكثر مما دفع لك المشتري الأول، فهذا لا يجوز،
وكذلك من البيع على البيع: أن يبيع رجل لرجل سلعة فيجيء بائع آخر ويقول له: افسخ
بيعك معه، وأنا أبيعك بثمن أرخص، فسواء كان بيعًا على بيع، أو شراء على شراء فهذا
لا يجوز.
وقوله: «وكونوا عباد
الله إخوانًا» هذا كما أمر الله عز وجل المؤمنين بأن يكونوا إخوة، فدلَّ ذلك على أنَّ
تلك الأمور تنافي كمال الأخوة.
وقوله: «المسلم أخو المسلم» وما دام الأمر كذلك فلا يجوز أن يحتقر المسلم أخاه المسلم ولا يخذله، لأن له عند الله مكانة، فلا تحقر من كان له عند الله مكانة، وإنما يجب نُصرته ونصر المسلم لأخيه بأن لا يخذله إن كان قادرًا على نصرته، وينصر الظالم كذلك بأن يأخذ على يده، فلا هو يظلم أخاه ولا يترك أحدًا يظلمه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد