ولهما ([1]) عن ابن عُمَر رضي الله عنهما مرفوعًا:
«المُسلِمُ أخو المُسلِمِ لا يَظْلِمُه ولا يُسلِمُه، ومَن كان في حاجَةِ أخيهِ
كانَ اللهُ في حاجَتِه، ومَن فَرَّجَ عَن مُسْلِمٍ كُربَةً مِن كُرَبِ الدُّنيا
فَرَّجَ اللهُ عنه كُربَةً مِن كُرَبِ يومِ القِيامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ
اللهُ يوم القِيَامَةِ».
****
وقوله: «كُلُّ
المُسلِم على المُسلِمِ حَرامٌ» هذا صرَّح به النبي في خطبته في حجة الوداع فقال:
«إنَّ دِماءَكُم وأموالَكُم وأَعراضَكُم عَلَيكُم حَرَامٌ كحُرمَةِ يَومِكُم هذا
في بَلَدِكُم هذا في شَهْرِكُم هذا»([2])، وقد قال النبي صلى
الله عليه وسلم: «لا يِحِلُّ دَمُ امرئٍ مُسلمٍ إلاَّ بإحدى ثلاثٍ: الثَّـيِّب
الزَّاني، والنَّفْس بالنَّفْسِ، والتَّارك لِدينِه المُفارِق للجَماعةِ»([3])، وقد قال الله عز
وجل: ﴿وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ
عَذَابًا عَظِيمٗا﴾ [النِّسَاء: 93].
وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر: «المُسلِمُ أَخو المُسلِمُ لا يَظْلِمُه». هذا كالحديث الذي قبله إلا أنه يختلف عنه في بعض الألفاظ، ففيه التأكيد على أنَّ المسلم أخو المسلم، والإسلام يقتضي الأخوَّة الصادقة، فقوله: «لا يظلمه» يعني: لا يقع منه في حقِّ أخيه ظلم في نفسه وماله وعرضه، وقوله: «ولا يُسْلمه» يعني: لا يتركه للظالم فلا ينصره.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (105)، ومسلم رقم (1679).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد