ولهما ([1]) عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «لا يُؤمِنُ أحدُكُم حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ
ما يُحِبُّ لنَفْسِه». ****
وقوله: «ومَن كان في
حاجَةِ أَخيهِ كان الله في حاجته» هذا لأنَّ الجزاء من جنس العمل، فكما أنك سعيتَ
في قضاء حاجة أخيك المؤمن فإنَّ الله سيجازيك بالإحسان إحسانًا، فهو سوف يقضي
حاجتك.
وقوله: «ومن فَرَّج
عن مُسلِمٍ كُربةً من كُرب الدنيا فرَّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة» الكربة: هي
الشِّدَّة العظيمة والحاجة الشديدة، كأن ينزل بالمؤمن شدة في أمر من الأمور كدَيْن
ركبه ولا يقدر على سداده، ونحو ذلك، وتنفيس الكرب إحسان، وعليه فإنَّ الله ينفِّس
عنه كربة من كرب يوم القيامة، ويجازيه بالإحسان إحسانًا ولا شكَّ أن كربة يوم
القيامة أعظم.
وقوله: «ومن ستر
مسلمًا ستره الله يوم القيامة» كذلك من حق المسلم على المسلم أن يستره، إذا رأى منه
زلة فلا يتكلم عنها في المجالس وينشر ذلك، فإن ستر عليه ونصحه فإنَّ الله يستر
عليه في الدنيا والآخرة، هذا فيه وجوب الستر على المؤمنين وعدم التشهير بهم.
وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أنس: «لا يؤمن أحدكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يحب لنفسه» هذه قاعدة عظيمة: وهي أنَّ ما ترضاه لنفسك فارضه لأخيك، وما لا ترضاه لنفسك فلا ترضه لأخيك، وفيه أنَّ إيمان المرء لا يكتمل حتى يحقق هذا المعنى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (13)، ومسلم رقم (45).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد