ثم بيَّن الله سبب هذا الإصلاح، فقال: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ﴾ [الحُجرَات: 10]، فلا تنتفي صفة
الإيمان عنهم حتى مع كل ما حصل بينهم، وكذلك نهى الله تعالى عن السخرية التي هي من
عوامل التفرقة بين المسلمين، فما دام أنه مؤمن فلا يجوز أن تسخر منه وقد أكرمه
الله بالإيمان، فالعبرة ليست بالمنظر والهيئة وإنما بالقلوب، فلا يجوز للمؤمن أن
يسخر من أخيه المؤمن، فربَّما يكون الذي تسخر منه عند الله خيرًا منك، فالمؤمنون
يُجلُّ بعضهم بعضًا، ويحترم بعضهم بعضًا مهما اختلفت مناصبهم ومظاهرهم ومراتبهم،
فإنَّ الإسلام قد آخى بينهم، فدلَّ هذا على أنَّ السُّخرية كبيرة من كبائر الذنوب.
وكذلك فإنَّ من
أسباب العداوة لمزُ المؤمنين بتنقصهم كما قال الله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَلۡمِزُونَ ٱلۡمُطَّوِّعِينَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [التّوبَة: 79]، وهذه هي صفة
المنافقين، فلقد لمزوا النبي وقد أخبر الله تعالى عن هؤلاء فقال: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ
فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ﴾ [التّوبَة: 58]، وقال ﴿وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ﴾[الهُمَزة: 1].
ومما يؤجج العداوة بين المسلمين التنابز بالألقاب، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ﴾، واللقب: ما يشعر بالمدح أو الذم، فإن كان يُشعر بالمدح فلا بأس به، وإن كان يُشعر بالذم فلا يجوز، فالأصل في المسلم أن لا يُلقّب أخيه بما يشعر بالذم، ومثله تلقيب الجماعات، كأن يلقب جماعة من المسلمين بما يشعر بالذم، حتى وإن كان على خلاف معها، فالأصل في المسلم أن يرد الخلاف للحق، قال تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ﴾ [النِّسَاء: 59]، ثم قال الله عز وجل:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد