﴿بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ﴾ [الحُجرَات: 11]، يعني: التنابز بالألقاب،
ثم قال: ﴿وَمَن
لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [الحُجرَات: 11] حُصِر الظلم فيهم
لشدة ظلمهم، أي: إنَّ الذين لا يزالون هذا دأبهم هم الظالمون.
ثم إنه قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ
ٱلظَّنِّ﴾ [الحُجرَات: 12]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إيَّاكم والظن
فإنَّ الظَّن أَكذَبُ الحَدِيثِ»([1])، فالأصل في المسلم
العدالة، فلا يجوز أن يُساء الظنُّ به، فتجنب الكثير من الظن حتى لا تقع في الظن
الآثم.
ثم إنه سبحانه قال: ﴿وَ لَا تَجَسَّسُواْ﴾ أي: لا تَتبَّع عورات إخوانك، بل اغفل عنها، كما نهى كذلك عن الغيبة فقال: ﴿وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ﴾ والغيبة: ذكرك أخاك بما يكره، فلا تتحدث عنه في المجالس، فإن رأيت منه شيئًا يسوؤك فناصحه، وإلاّ فقد شبه الله فعل من ارتكب هذا الإثم بالذي يأكل لحم أخيه ميتًا. ثم إنه سبحانه أرجعهم إلى الأصل، فلا فضل لبعضهم على بعضٍ من جهة الأصل، لأنهم آدميون، العربي والأعجمي، الأبيض والأسود، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾ [الحُجرَات: 13]، الشعوب للعجم، والقبائل للعرب، من أجل التعارف، لكي تعرف أنك من القبيلة الفلانية لا للتفاخر، فتعلّم الأنساب من أجل التعارف والتواصل هذا لا بأس به، أما إذا كان ذلك من أجل التفاخر بالأنساب، فهذا حرام، لأنَّه من أمور الجاهلية.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5143)، ومسلم رقم (2563).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد