وفي «الصحيح » ([1]): «لَوْ كُنتُ مُتَّخِذًا مِن أُمَّتي خَليلاً لاتَّخذتُ أبَا بَكْرٍ
خَليلاً، وَلكِن أُخُوَّةُ الإسلامِ أفضَلُ».
وعن أبي موسى مرفوعًا رضي الله عنه: «المُؤمِنُ لِلمُؤْمِنِ كالبُنيانِ
يَشُدُّ بَعضُهُ بَعضًا» أخرجاه ([2]).
****
وقوله: «لو كنتُ
متَّخذًا من أُمتي خليلاً لاتخذتُ أبا بكر خليلاً» هذا الكلام قاله صلى الله
عليه وسلم في الأيام الأخيرة من حياته، ومعنى الخليل: الذي نال أعلى درجات المحبة،
وأبو بكر رضي الله عنه هو أفضل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي
ناصره من أول بعثته إلى أن توفي رضي الله عنه واستمر بعد ذلك على تمسُّكه بمنهج
النبوة، حيث قمع المرتدين، فمواقفه وثباته ثبات الجبال الراسيات، وقد أحبه صلى
الله عليه وسلم حبًّا شديدًا، فلولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خليلُ الله،
كما قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم»([3]) خليلاً لاتخذ أبا
بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام، لأنَّ الخُلَّة لا تقبل الاشتراك، فلذلك لم يتخذ
الله خليلاً، وقال: «ولكن أخوة الإيمان»، وهذه منقبة عظيمة، وهذا محل
الشاهد من الحديث أن الإيمان يقتضي أن نكون إخوة متحابين متآلفين.
وقوله: «المؤمن للمؤمن كالبنيان»: يعني: أن المؤمنين يتعاونون فيما بينهم ويُكمِّل بعضهم بعضًا، فالبناء يتكون من اللَّبِنات، فإذا ترابطت اللَّبنات ترابطًا كاملاً اشتدَّ البنيان، وإذا اختلَّت اللَّبنات اختلَّ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3656)، ومسلم رقم (2382).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد