ولهما ([1]) عن النعمان بن بَشير رضي الله عنه مرفوعًا: «مَثلُ المُؤمنينَ في
تَوادِّهِم وتَراحُمِهِم وتَعاطُفِهِم كَمَثَلِ الجَسَدِ الواحدِ إذا اشتَكى مِنه
عُضْوٌ تَداعى لَهُ سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى».
****
البنيان، وكذلك
المؤمنون حينما يجتمعون ويترابطون ويُعين بعضهم بعضًا تكون لهم القوة والمنعة
وتقوم دولتهم ولا يطمع فيهم عدو.
وقوله: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم» مثال آخر ضربه صلى الله عليه وسلم للمؤمنين فيما بينهم، فقوله: «في توادّهم» أي: في محبة بعضهم لبعض، «وتراحمهم» أي: في رحمة بعضهم لبعض «كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو» بأن أصيب بمرض أو سقم، فإنَّ الجسد كله يشتكي مع أن عضوًا واحدًا منه هو الذي أصابه المرض، كذلك المؤمنون إذا اشتكى منهم مؤمن واحد، فإن كل المؤمنين يتأثرون لشكوى أخيهم، وهذا مَثَلٌ بليغ ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لحال المؤمنين فيما بينهم، فهم يتألمون جميعًا إن أصاب أحدهم مصيبة، لأنَّ الذي يفرح لمصاب أخيه، يكون هذا نقصًا في دينه، وهذا هو شأن المنافقين الذين يفرحون لمصاب المسلمين، فلا يكفي المسلم أن يحزن لأخيه إن أصابه شيء فحسب، بل لا بُدَّ أن يسعى في إزاله سبب إصابته، فإن كان المرض في بدنه يرقيه الرقية الشرعية ويعالجه عند الأطباء، وإن كان فقيرًا واساه بماله، وهذا من أعظم الأمثال التي ضربها صلى الله عليه وسلم في وحدة المسلمين واتفاقهم وتآلُفهم وتعاونهم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6011) ومسلم رقم (2586).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد