وعن أبي هُريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «لا تَحاسَدُوا ولا تَباغَضُوا ولا
تَناجَشُوا ولا تَدَابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُم على بيعِ بَعضٍ، وكونوا عِبَادَ
الله إخوانًا، المسلمُ أخو المسلمِ لا يَظْلِمُه ولا يَخْذِلُه ولا يَحْقِرُه،
التَّقوى ها هُنا -وأشارَ إلى صَدرِه ثلاث مرات- بحَسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أن
يَحْقِرَ أخاهُ المُسلِمَ، كُلُّ الـمُسلِمِ على المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُه ومالُه
وعِرضُه». رواه مسلم ([1]).
****
وقوله صلى الله عليه
وسلم: «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تناجشوا» هذا حديث عظيم، ومنهج قويم
يسير عليه المسلمون، كي يجتنبوا ما يضر مجتمعهم، ويسعون بما ينفعهم، فالمسلمون
كالنفس الواحدة والبنيان الواحد.
وقوله: «لا تحاسدوا» الحسد داء قديم، ومعناه تمني زوال النعمة عن المنعَم عليه، بخلاف لو تمنى أن يكون له مثل ما لأخيه من الخير فهذا غبطة وليس حسدًا، وهذا شيء طيب يؤجر عليه المسلم، فتتمنى مثلاً أن يكون لك مثلُ أخيك من المال كي تُحسن مثله، فيكون لك من الأجر مثله، أما الحسد فهو يعني: تمنِّي زوال النعمة عن أخيك وأن تصير إليك، وأول من حسد إبليس، فقد حسد أبانا آدم عليه السلام، فماذا جرَّ عليه الحسد؟ جرَّ عليه الكفر، فعصى أمر ربه وأبى أن يسجد لآدم، وجَرَّ عليه هذا الحسد كذلك غضب الله تعالى وسخطه وعقابه، وصار قوادًا لكل شر يدعو إلى النار والضلال والفسق، كل هذا بسبب الحسد، ولو أنه سجد كما أمره الله عز وجل لما زالت عنه هذه النعمة، ولَما صار إلى هذا المصير.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2563).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد