×
شرح عمدة الفقه الجزء الثاني

بابُ القَسَامَةِ

**********

رَوَى سَهْلُ بْنُ أَبِيْ حَثْمَةَ، وَرَافِعُ بْنُ خَدِيْجٍ: أَنَّ مُحَيِّصَةَ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ سَهْلٍ انْطَلَقَا قَبْلَ خَيْبَرَ فَقُتِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَهْلٍ، فَاتُّهِمَ اليَهُوْدُ بِهِ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يُقْسِمُ خَمْسُوْنَ مِنْكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَيُدْفَعُ بِرُمَّتِهِ» فَقَالُوْا: أَمْرٌ لَمْ نَشْهَدْهُ، فَكَيْفَ نَحْلِفُ؟ قَالَ: «فَتُبَرِّئُكُمْ يَهُوْدٌ بِأَيْمَانِ خَمْسِيْنَ مِنْهُمْ» قَالُوْا: قُوْمٌ كُفَّارٌ، فَوَدَاهُ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قِبَلِهِ» ([1]).

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «بابُ القَسَامَةِ»، القسامة مأخوذة من القسم، وهو الحلف، فإذا وجد قتيل، ولا يدرى من قتله، لكنه وجد في ساحة قوم، أو حول بيوتهم، واتهم فيه بشرط أن يكون هناك سبب يبني عليه؛ كأن يكون هناك عداوة بينهم وبين هذا القتيل، وهو ما يسمى باللوث ([2])، واللوث يعني العداوة، وادعى أولياء القتيل على هؤلاء الجماعة أنهم قتلوه، فلا يقضى لهم حتى يحلفوا خمسين يمينًا، توزع عليهم أنهم هم الذين قتلوه؛ لذلك سميت بالقسامة، وذلك لحفظ الدماء.


الشرح

([1])  أخرجه البخاري رقم (6898)، ومسلم رقم (1669).

([2])  اللوث -بفتح اللام وإسكان الواو- هو: القوة، والطي، واللي، والشر، والجراحات، والمطالبات بالأحقاد، ويطلق على تمريغ اللقمة في الإهالة انظر: تهذيب اللغة (15/ 92)، ولسان العرب (2/ 185)، وكشاف القناع (6/ 86).