بابُ قِتالِ أَهْلِ البَغْيِ
**********
وَهُمُ:
الخَارِجُوْنَ عَلى الإِمَامِ، يُرِيْدُوْنَ إِزَالَتَهُ عَنْ مَنْصِبِهِ، فَعَلَى
المُسْلِمِيْنَ مَعُوْنَةُ إِمَامِهِمْ فِيْ دَفْعِهِمْ بِأَسْهَلِ
مَايَنْدَفِعُوْنَ بِهِ، فَإِنْ آلَ إِلى قَتْلِهِمْ، أَوْ تَلَفِ مَالِهِمْ، فَلا
شَيْءَ عَلى الدَّافِعِ، وَإِنْ قُتِلَ الدَّافِعُ كَانَ شَهِيْدًا.
وَلا
يُتْبَعُ لَهُمْ مُدْبِرٌ، وَلا يُجَهزُ عَلى جَرِيْحٍ، وَلا يُغْنَمُ لَهُمْ
مَالٌ، وَلا تُسْبَى لَهُمْ ذُرِّيَّةٌ، وَمَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ غُسِّلَ وَكُفِّنَ
وَصُلِّيَ عَلَيْهِ، وَلا ضَمَانَ عَلى أَحَدِ الفَرِيْقَيْنِ فِيْمَا أَتْلَفَ
حَالَ الحَرْبِ، مِنْ نَفْسٍ أَوْ مَالٍ.
وَمَا
أَخَذَ البُغَاةُ حَال امْتِنَاعِهِمْ مِنْ زَكَاةٍ، أَوْ جِزْيَةٍ، أَوْ خَرَاجٍ
لَمْ يُعَدْ عَلَيْهِمْ، وَلا عَلى الدَّافِعِ إِلَيْهِمْ، وَلا يُنْقَضُ مِنْ
حُكْمِ حَاكِمِهِمْ، إِلاَّ مَا يُنْقَضُ مِنْ حُكْمِ غَيْرِهِ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «بابُ قِتالِ
أَهْلِ البَغْيِ»، الباغون هم الذين يخرجون على ولي الأمر، يريدون شق عصا
الطاعة، فهؤلاء البغاة، يجب على ولي الأمر أن يقاتلهم، ويجب على الرعية أن يقاتلوا
مع إمامهم، قال تعالى: ﴿وَإِن
طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ
فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي
حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ﴾ [الحجرات: 9].
الصفحة 1 / 670
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد