بابُ المُكاتَبِ
**********
المُكَاتَبَةُ:
شِرَاءُ العَبْدِ نَفْسَهُ مِنْ سَيِّدِهِ بِمَالٍ فِيْ ذِمَّتِهِ، وَإِذَا
ابْتَغَاهَا العَبْدُ المُكْتَسِبُ الصَّدُوْقُ مِنْ سَيِّدِهِ، اسْتُحِبَّ لَهُ
إِجَابَتُهُ إِلَيْهَا؛ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
يَبۡتَغُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِمَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ فَكَاتِبُوهُمۡ إِنۡ
عَلِمۡتُمۡ فِيهِمۡ خَيۡرٗاۖ﴾ [النور: 33].
وَيُجْعَلُ
الْمَالُ عَلَيْهِ مُنَجَّمًّا، فَمَتَى أَدَّاهَا، عَتَقَ، وَيُعْطَى مِمَّا
كُوْتِبَ عَلَيْهِ الرُّبُعُ؛ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالى ﴿وَءَاتُوهُم
مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ ءَاتَىٰكُمۡۚ﴾ [النور: 33] قَالَ
عَلِيٌّ رضي الله عنه: «هُوَ الرُّبُعُ» ([1]).
وَالمُكَاتَبُ
عَبْدٌ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ دِرْهَمٌ ([2])، إِلاَّ أَنَّهُ
يَمْلِكُ البَيْعَ وَالشِّرَاءَ وَالسَّفَرَ، وَكُلُّ مَا فِيْهِ مَصْلَحَةُ
مَالِهِ، وَلَيْسَ لَهُ التَّبَرُّعُ وَلا التَّزَوُّجُ وَلا التَّسَرِّي، إِلاَّ
بِإِذْنِ سَيِّدِهِ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «المُكَاتَبَةُ: شِرَاءُ العَبْدِ نَفْسَهُ مِنْ سَيِّدِهِ بِمَالٍ فِيْ ذِمَّتِهِ، وَإِذَا ابْتَغَاهَا العَبْدُ المُكْتَسِبُ الصَّدُوْقُ مِنْ سَيِّدِهِ»، المكاتب: هو الذي اشترى نفسه من سيده بمال يدفعه على أقساط، تسمى بالنجوم، والنجوم: الكتابة: ﴿فَكَاتِبُوهُمۡ إِنۡ عَلِمۡتُمۡ فِيهِمۡ خَيۡرٗاۖ﴾ [النور: 33].
([1]) أخرجه النسائي رقم (5019).
الصفحة 1 / 670
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد