بابُ العَاقِلَةِ وَما تَحْمِلُهُ
**********
وَهِيَ
عَصَبَةُ القَاتِلِ كُلُّهُمْ، قَرِيْبُهُمْ وَبَعِيْدُهُمْ، مِنَ النَّسَبِ
وَالْمَوَالِيْ، إِلاَّ الصَّبِيَّ وَالْمَجْنُوْنَ وَالفَقِيْرَ، وَمَنْ
يُخَالِفُ دِيْنُهُ دِيْنَ القَاتِلِ.
وَيُرْجَعُ
فِيْ تَقْدِيْرِ مَا يَحْمِلُهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلى اجْتِهَادِ
الإِمَامِ، فَيَفْرِضُ عَلَيْهِ قَدْرًا يَسْهُلُ عَلَيْهِ وَلا يَشُقُّ، وَمَا
فَضَلَ فَعَلى القَاتِلِ، وَكَذلِكَ الدِّيَةُ فِيْ حَقِّ مَنْ لا عَاقِلَةَ لَهُ،
وَلا تَحْمِلُ العَاقِلَةُ عَمْدًا، وَلا عَبْدًا، وَلا صُلْحًا، وَلا اعْتِرَافًا
([1])، وَلا مَا دُوْنَ
الثُّلُثِ، وَيَتَعَاقَلُ أَهْلُ الذِّمَّةِ، وَلا عَاقِلَةَ لِمُرْتَدٍّ، وَلا
لِمَنْ أَسْلَمَ بَعْدَ جِنَايَتِهِ، أَوِ انْجَرَّ وَلاؤُهُ بَعْدَهَا.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «بابُ
العَاقِلَةِ وَما تَحْمِلُهُ»، العاقلة هم عصبة الإنسان، سُموا عاقلة؛ لأنهم
يتحملون العقل عنه، وهو الدية، ولأنهم يعقلون صاحبهم أن يتجنى، أو يُخاطر،
فيمنعونه من ذلك، فهم يأخذون على يده.
قوله رحمه الله: «وَهِيَ عَصَبَةُ القَاتِلِ كُلُّهُمْ، قَرِيْبُهُمْ وَبَعِيْدُهُمْ، مِنَ النَّسَبِ»، عصبة القاتل هم: أبناؤه، وأبناء أبنائه، وآباؤه، وأجداده من جهة الأب - مهما علوا - وإخوته الأشقاء، أو لأب، وأبناء الأخ الأشقاء، وأبناء الإخوة لأب - وإن نزلوا، وهكذا - وأعمامه، وبنو أعمامه - وإن نزلوا.
الصفحة 1 / 670
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد