بَابُ الصُّلْحِ
**********
وَمَنْ
أَسْقَطَ بَعْضَ دَيْنِه أَوْ وَهَبَ غَرِيْمَهُ بَعْضَ الْعَيْنِ الَّتِيْ لَهُ
فِيْ يَدِهِ، جَازَ مَا لَمْ يَجْعَلْ وَفَاءَ الْبَاقِيْ شَرْطًا فِي الْهِبَةِ
وَالإِبْرَاءِ، أَوْ يَمْنَعْهُ حَقَّهُ إِلاَّ بِذلِكَ، أَوْ يَضَعَ بَعْضَ
الْمُؤَجَّلِ؛ لِيُعَجِّلَ لَهُ الْبَاقِيْ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «بَابُ
الصُّلْحِ» الصلح: اسم مصدر، هو ليس مصدرًا تامًّا، من صلح، يصلح، أصلح
صلحًا، قال جل وعلا عن الزوجين: ﴿فَلَا
جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن يُصۡلِحَا بَيۡنَهُمَا صُلۡحٗاۚ﴾ [النساء: 128]،
والقياس أن يقال: إصلاحًا، لكن صلحًا هذا اسم مصدر، المصدر إذا نقصت حروفه عن أصله
يسمى اسم مصدر، والصلح هو: تسوية النزاع بين المتنازعين، وفيه أجر عظيم: ﴿لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ
مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۢ
بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ﴾ [النساء: 114]، ﴿وَإِن
طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ
فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي
حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ
بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [الحجرات: 9]، الله
يحب الصلح؛ لأنه يقطع النزاع، ويذهب الأحقاد، ويوصل الحقوق إلى أهلها، والصلح إذا
كان برضا الطرفين، فهو جائز ولازم، أما إذا أبى أحد الطرفين أن يقبله، ما يلزم به،
والصلح إنما هو عن تراضٍ، أما الحكم القضائي، فلا بد أن ينفذ، ولو لم يرض الطرف
الآخر، ينفذ الحكم الشرعي قضاء، أما إذا كان صلحًا، فلا يلزم الممتنع من قبوله،
والصلح يكون بين الدول بعضها بعضًا؛
الصفحة 1 / 670
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد