مثل: ما جرى من صلح
الحديبية بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمشركين، ويكون الصلح بين الزوجين إذا
تخاصما، أو تنازعا، يصلح بينهما صلحًا، يوكلون الصلح بين المتخاصمين - وهو محل
البحث الآن - فإذا رضيا بالصلح، فلا حاجة إلى التقاضي.
ويكون الصلح في مجالات كثيرة؛ كالمتقاطعين من المسلمين والمتشاحنين، اللذين
ما يسلم أحدهما على الآخر، فيصلح بينهما؛ حتى يتصافيا، وتعود المودة بينهما.
ومن هنا يجب على الإخوان في هذه الحال، فلو أن طلبة العلم تقاطعوا،
وتسابوا، وحصل بينهم من الشحناء والتباغض الشيء الكثير، يجب على أهل الخير من طلبة
العلم أن يصلحوا بين المتقاطعين من طلبة العلم، هم أولى بالتواصل، طلبة العلم كيف
يكون بينهم تقاطع وشحناء، وهم طلبة علم، إذًا من يصلح بين الناس؟!
ما يصلح الملح إذا الملح فسد، إذا فسد طلبة العلم، فمن الذي يصلح بين
الناس، فالواجب الإصلاح بين الإخوان، وتسوية النزاع، أما من يحرش - وهذا هو الواقع
- بين طلبة العلم والمشايخ وطلابهم، هذا حرام، ونميمة، فلا يجوز هذا، فهناك أناس
يغذون هذه النزاعات، وهذه الخصومات بين طلبة العلم وبين العلماء، ويسجلونها،
ويقطعونها في مواقع التواصل، ويذيعونها وينشرونها بقصد الإفساد بين المسلمين، لا
سيما طلبة العلم.
فالواجب منع هذه الأمور، والسعي للصلح بين طلبة العلم وبين العلماء فيما
بينهم، ويسوى النزاع، ولا يُجعل مجال للنمامين والمحرشين ومن ينتهزون هذه الوسائل،
ويسجلون، ويقتطعون الكلام
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد