بابُ حَدِّ المُسْكِرِ
**********
وَمَنْ
شَرِبَ مُسْكِرًا، قَلَّ أَوْ كَثُرَ، مُخْتَارًا، عَالِمًا أَنَّ كَثِيْرَهُ
يُسْكِرُ، جُلِدَ الحَدَّ أَرْبَعِيْنَ جَلْدَةً؛ «لأَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه
جَلَدَ الوَلِيْدَ بْنَ عُقْبَةَ فِيْ الخَمْرِ أَرْبَعِيْنَ، وَقالَ: جَلَدَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعِيْنَ، وَأَبُوْ بَكْرٍ أَرْبَعِيْنَ،
وَعُمَرُ ثَمَانِيْنَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ، وَهَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ ([1]). وَسَوَاءٌ كَانَ
مِنْ عَصِيْرِ العِنَبِ أَوْ غَيْرِهِ.
وَمَنْ
أَتَى مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ مَا لا حَدَّ فِيْهِ، لَمْ يَزِدْ عَلى عَشْرِ
جَلَدَاتٍ؛ لِمَا رَوَى أَبُوْ بُرْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم: «لا يُجْلَدُ أَحَدٌ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرِ جَلَدَاتٍ، إِلاَّ فِيْ
حَدٍّ مِنْ حُدُوْدِ اللهِ» ([2])، إِلاَّ أَنْ
يَطَأَ جَارِيَةَ امْرَأَتِهِ بِإِذْنِهَا، فَإِنَّهُ يُجْلَدُ مِائَةً.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «بابُ حَدِّ المُسْكِرِ»، المسكر هو: الذي يُذهب العقل بالنشوة والشرب، هذا هو الخمر، «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ؛ وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ»، «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ» ([3])، والمسكر من أي مادة كان يسمى خمرًا؛ لأن الخمر ما خامر العقل وغطاه، والحنفية يقولون: الخمر خاصة، اسم الخمر إنما يطلق على مسكر العنب،
([1]) أخرجه مسلم رقم (1707).
الصفحة 1 / 670
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد