×
شرح عمدة الفقه الجزء الثاني

بابُ دِيَاتِ الجِرَاحِ

**********

كُلُّ مَا فِيْ الإِنْسَانِ مِنْهُ شَيْءٌ وَاحِدٌ، فَفِيْهِ دِيَةٌ، كَلِسَانِهِ، وَأَنْفِهِ، وَذَكَرِهِ، وَسَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ، وَشَمِّهِ، وَعَقْلِهِ، وَكَلامِهِ، وَبَطْشِهِ، وَمَشْيِهِ، وَكذلِكَ فِيْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ صَعَرِهِ، وَهُوَ أَنْ يَجْعَلَ وَجْهَهُ فِيْ جَانِبِهِ، وَتَسْوِيْدِ وَجْهِهِ، وَحَدَبِهِ، وَاسْتِطْلاقِ بَوْلِهِ أَوْ غَائِطِهِ، وَقَرْعِ رَأْسِهِ، وَلِحْيَتِهِ دِيَةٌ.

وَمَا فِيْهِ مِنْهُ شَيْئَانِ، فَفِيْهِمَا الدِّيَةُ، وَفِي أَحَدِهِمَا نِصْفُهَا، كَالعَيْنَيْنِ، وَالحَاجِبَيْنِ، وَالشَّفَتَيْنِ، وَالأُذُنَيْنِ، وَاللِّحْيَيْنِ، وَاليَدَيْنِ، وَالثَّدْيَيْنِ، وَالأَلْيَتَيْنِ، وَالإِسْكَتَيْنِ، وَالرِّجْلَيْنِ ([1]).

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «بابُ دِيَاتِ الجِرَاحِ»؛ لأن الديات إما أن تكون ديات أنفس، أو ديات أعضاء، أو ديات منافع، أو ديات جراح.

قوله رحمه الله: «كُلُّ مَا فِي الإِنْسَانِ مِنْهُ شَيْءٌ وَاحِدٌ، فَفِيْهِ دِيَةٌ، كَلِسَانِهِ، وَأَنْفِهِ، وَذَكَرِهِ، وَسَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ، وَشَمِّهِ، وَعَقْلِهِ، وَكَلامِهِ، وَبَطْشِهِ، وَمَشْيِهِ»، ما في الإنسان عضو منه واحد فقط - كلسانه وذكره - فإن فيه دية كاملة، وما فيه شيئان - كالعينين واليدين - يكون للواحد نصف الدية، وفي جميعهما الدية كاملة، وما في الإنسان منه ثلاثة، كل شيء فيه ثلث الدية، وما فيه عشر الدية، وهكذا.


الشرح

([1])  كما في الحديث الذي أخرجه النسائي رقم (4853)، والدارمي (2366).