بابُ العِتْقِ
**********
وَهُوَ:
تَحْرِيْرُ العَبْدِ، وَيَحْصُلُ بِالقَوْلِ وَالفِعْلِ. فَأَمَّا القَوْلُ،
فَصَرِيْحُهُ لَفْظُ العِتْقِ وَالتَّحْرِيْرِ، وَمَا تَصَرَّفَ مِنْهُمَا،
فَمَتَى أَتَى بِذلِكَ، حَصَلَ العِتْقُ وَإِنْ لَمْ يَنْوِهِ، وَمَا عَدَا هَذَا
مِنَ الأَلْفَاظِ الْمُحْتَمِلَةِ لِلْعِتْقِ كِنَايَةٌ، لا يَعْتِقُ بِهِ إِلاَّ
إِذا نَوَى.
وَأَمَّا
الفِعْلُ، فَمَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ عَتَقَ عَلَيْه، وَمَنْ أَعْتَقَ
جُزْءًا مِنْ عَبْدِهِ، مُشَاعًا أَوْ مُعَيَّنًا، عَتَقَ كُلُّهُ، وَإِنْ
أَعْتَقَ ذلِكَ مِنْ عَبْدٍ مُشْتَرَكٍ، وَهُوَ مُوْسِرٌ بِقِيْمَةِ نَصِيْبِ
شَرِيْكِهِ، عَتَقَ كُلُّهُ وَلَهُ وَلاؤُهُ، وَقُوِّمَ عَلَيْهِ نَصِيْبُ
شَرِيْكِهِ، وَإِنْ كانَ مُعْسِرًا، لَمْ يَعْتِقْ عَلَيْهِ إِلاَّ حِصَّتُهُ؛
لِقَوْلِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِيْ
عَبْدٍ فَكَانَ لَهُ مَا يَبْلُغُ ثَمَنَ العَبْدِ، قُوِّمَ عَلَيْهِ قِيْمَةَ
عَدْلٍ، فَأَعْطَى شُرَكَاءَهُ حِصَصَهُمْ وَعَتَقَ عَلَيْهِ العَبْدُ، وَإِلاَّ
فَقَدْ عَتَقَ مِنْهُ مَا عَتَقَ» ([1]).
وَإِنْ
مَلَكَ جُزْءًا مِنْ ذِيْ رَحِمِهِ، عَتَقَ عَلَيْهِ بَاقِيْهِ إِنْ كَانَ
مُوْسِرًا، إِلاَّ أَنْ يَمْلِكَهُ بِالْمِيْرَاثِ، فَلا يَعْتِقُ عَلَيْهِ إِلاَّ
مَا مَلَكَ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وَهُوَ: تَحْرِيْرُ العَبْدِ، وَيَحْصُلُ بِالقَوْلِ وَالفِعْلِ»، العتق: هو تحرير المملوك، وتحريره: نقله من الرق إلى الحرية، وهذه عظيمة، والعتق فيه فضل عظيم؛ فك رقبة من العبودية إلى العتق.
الصفحة 1 / 670
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد