×
شرح عمدة الفقه الجزء الثاني

بَابُ الشَّرِكَةِ

**********

وَهِيَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَضْرُبٍ:

شَرِكَةُ الْعِنَانِ، وَهِيَ: أَنْ يَشْتَرِكَا بِمَالَيْهِمَا وَبَدَنَيْهِمَا، وَشَرِكَةُ الْوُجُوْهِ، وَهِيَ: أَنْ يَشْتَرِكَا فِيْمَا يَشْتَرِيَانِ بِجَاهِهِمَا، وَالْمُضَارَبَةُ، وَهِيَ: أَنْ يَدْفَعَ أَحَدُهُمَا إِلَى الآخَرِ مَالاً يتَّجِرُ فِيْهِ وَيَشْتَرِكَانِ فِيْ رِبْحِهِ، وَشَرِكَةُ الأَبْدَانِ، وَهِيَ: أَنْ يَشْتَرِكَا فِيْمَا يَكْتَسِبَانِ بِأَبْدَانِهِمَا مِنَ الْمُبَاحِ، إِمَّا بِصِنَاعَةٍ، أَوْ احْتِشَاشٍ، أَوِ اصْطِيَادٍ أَوْ نَحْوِهِ كَمَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوْدٍ أَنَّهُ قَالَ: «اشْتَرَكْتُ أَنَا وَسَعْدٌ وَعَمَّارٌ يَوْمَ بَدْرٍ، فَجَاءَ سَعْدٌ بِأَسِيْرَيْنِ، وَلَمْ آتِ أَنَا وَعَمَّارٌ بِشَيْءٍ» ([1]).

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «بَابُ الشَّرِكَةِ»، الشركة هي: اجتماع في استحقاق، أو في تصرف، وهذه الشركة من الله، هو الذي جعلهم شركاء، ليست باختيارهم هم، هذا من الله، ورثهم إياها، فهم شركاء؛ كما قال جل وعلا في الإخوة لأم: ﴿وَلَهُۥٓ أَخٌ أَوۡ أُخۡتٞ فَلِكُلِّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا ٱلسُّدُسُۚ فَإِن كَانُوٓاْ أَكۡثَرَ مِن ذَٰلِكَ فَهُمۡ شُرَكَآءُ فِي ٱلثُّلُثِۚ [النساء: 12]، فالإخوة لأم إذا انفرد واحد، له السدس، وإذا اجتمع أكثر من واحد، فلهم الثلث، فهم شركاء متساوون فيه، الذكر مثل الأنثى: ﴿فَهُمۡ شُرَكَآءُ فِي ٱلثُّلُثِۚ،


الشرح

([1])  أخرجه أبو داود رقم (3388)، وابن ماجه رقم (2288)، والنسائي رقم (4654).