×
شرح عمدة الفقه الجزء الثاني

أما من أكله، ولم يستحله، فهذا مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، ومستحق للوعيد الشديد الذي ذكره الله سبحانه وتعالى، وذكره الرسول صلى الله عليه وسلم.

فالربا حرام شديد التحريم، وسُحت، ولا يُغتر بالاقتصاد العالمي الآن القائم على الربا، يقول الله جل وعلا: ﴿يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ [البقرة: 276]، فالربا ممحوق البركة؛ لذلك تكثر الآن المصائب المالية، وتكثر النوازل التي تذهب فيها الأموال في البر والبحر، وتصاب بآفات سماوية؛ كالصواعق، والبرد، والجراد، وغير ذلك كله من آثار الربا، والاقتصاد العالمي الآن يُصيبه هزات وإفلاس - والعياذ بالله - بسبب الربا ﴿يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ [البقرة: 276]، الربا ممحوق البركة.

والمرابي يأخذ، ولا يعطي، بخلاف المتصدق: ﴿يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ [البقرة: 276]؛ يضاعفها؛ لأن المتصدق مُحسن ويُعطي، وأما المرابي، فهو مُسيء، ويأخذ أموال الناس، ولا يُعطيهم شيئًا.

والعادة أن المرابي لا يتصدق، والمرابي لا يُبارك له في ماله، ولا ينتفع به في حياته، ويوم القيامة يلقى عقابه، فالربا سُحت وحرام، يجب التحذير منه، والخوف من عقوبته، ولا يُغتر بما عليه الكفار، أو عليه الذين لا يُبالون بالمعاملات الربوية، ويقولون: هذا اقتصاد عالمي، اقتصاد عالمي وأنت مسلم، أنت اقتصادك لا بد أن يكون على موجب ما أباحه الله، والعالم لا يُبيح لك الربا الذي حرمه الله سبحانه وتعالى.

ومن أشد الربا: ربا النسيئة، وهو: أن يقلب الدَّين على المعسر، فإذا حل الدَّين، وأعسر المدين، قال: أزيد عليك الدَّين، وأُمدد الأجل، فيزيده خسارة إلى خسارة، من غير فائدة ترجع عليه، وتتراكم الديون عليه، كلما حل، قال له: أزيد الدَّين، وأمدد الأجل،


الشرح