الدليل على ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى تمرة ساقطة في
الطريق، فأخذها صلى الله عليه وسلم، وقال: «لَوْلاَ
أَنْ تَكُونَ مِنْ صَدَقَةٍ لَأَكَلْتُهَا» ([1])، هذا دليل على أن
الشيء اليسير الضائع يأخذه من وجده.
الثاني: ما تتبعه همة أوساط الناس، فهذا هو اللقطة، هذا يأخذه، وتجري عليه الأحكام
الشرعية التي سيأتي بيانها.
الثالث: ضالة الإبل.
الرابع: ضالة الغنم، والفصلان، والعجول، وما لا يحمي نفسه من الذئب.
قوله رحمه الله: «وَهِيَ عَلَى
ثَلاثَةِ أَضْرُبٍ: أَحَدُهَا: مَا تَقِلُّ قِيْمَتُهُ»؛ أي: ليس له قيمة، ولا
تتبعه همة أوساط الناس، «فَيَجُوْزُ
أَخْذُهُ وَالاِنْتِفَاعُ بِهِ مِنْ غَيْرِ تَعْرِيْفٍ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ رضي الله
عنه: «رَخَّصَ لَنَا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْعَصَا وَالسَّوْطِ
وَأَشْبَاهِهِ، يَلْتَقِطُهُ الرَّجُلُ يَنْتَفِعُ بِهِ».
قوله رحمه الله: «الثَّانِيْ: الْحَيَوَانُ الَّذِيْ يَمْتَنِعُ بِنَفْسِهِ مِنْ صِغَارِ السِّبَاعِ، كَالإِبِلِ وَالْخَيْلِ، وَنَحْوِهَا، فَلا يَجُوْزُ أَخْذُهَا؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ ضَالَّةِ الإِبِلِ، فَقَالَ: «مَالَكَ وَلَهَا، دَعْهَا مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا، تَرِدُ الْمَاءَ، وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ حَتَّى يَأْتِيَهَا رَبُّهَا»»، الحيوان الذي يحمي نفسه من السباع؛ مثل: الإبل، والخيل، والبقر، هذه لا يؤويها أحد، قال صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ضالة الإبل: «مَالَكَ وَلَهَا، دَعْهَا مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا، تَرِدُ الْمَاءَ، وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ»، وهذا تعرض لضالة الإبل، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَأْوِي الضَّالَّةَ إِلاَّ ضَالٌّ» ([2])، فهذه لا خوف عليها،
([1]) أخرجه البخاري رقم (2055)، ومسلم رقم (1071).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد