×
شرح عمدة الفقه الجزء الثاني

قوله رحمه الله: «لأَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا»، في غزوة خيبر لما نصر الله المسلمين على أهل خيبر من اليهود، وغنموا أموالهم، ونساءهم، وأولادهم، وأطفالهم، وقعت صفية بنت حيي بن أخطب زعيم اليهود في سهم أحد الصحابة، فوهبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم على أنها مملوكة للرسول صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم أعتقها رضي الله عنها، وجعل عِتقها صداقها رضي الله عنها؛ لأن هذا منفعة، والمنافع تُجعل صداقًا كالأموال؛ كما قال الله جل وعلا في حق موسى عليه السلام والشيخ الكبير الذي رعى غنمه: ﴿قَالَ إِنِّيٓ أُرِيدُ أَنۡ أُنكِحَكَ إِحۡدَى ٱبۡنَتَيَّ هَٰتَيۡنِ عَلَىٰٓ أَن تَأۡجُرَنِي ثَمَٰنِيَ حِجَجٖۖ [القصص: 27]، ثماني سنين يرعى الغنم، ﴿فَإِنۡ أَتۡمَمۡتَ عَشۡرٗا فَمِنۡ عِندِكَۖ [القصص: 27]، موسى عليه السلام قَبِل هذا النكاح، ورعى الغنم عشر سنين، ثم كما ذكر الله سبحانه وتعالى: ﴿فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلۡأَجَلَ وَسَارَ بِأَهۡلِهِۦٓ [القصص: 29]، سار بهم إلى بلاده.

قصة موسى عليه السلام دليل على أن المنفعة تكون صداقًا للمرأة، ومنها العتق؛ أن يعتقها، ويجعل عتقها صداقها.

**********


الشرح