وَمَا يَسْتَخْبِثُ مِنَ
الحَشَرَاتِ؛ كَالفَأْرِ وَنَحْوِهَا، إِلاَّ اليَرْبُوْعَ وَالضَّبَّ؛ لأنه أُكل
على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينظر، وقيل: أحرام هو؟ قال: «لا» ([1])، وَمَا عَدَا
هَذَا مُبَاح، وَيُبَاحُ أَكْلُ الخَيْلِ وَالضَبُعِ؛ لأَِنَّ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم أَذِنَ فِيْ لُحُوْمِ الخَيْلِ ([2])، وَسَمَّى
الضَّبُعَ صَيْدًا ([3]).
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وَمَا
يَسْتَخْبِثُ مِنَ الحَشَرَاتِ»، كذلك يحرم ما يستخبث من الحشرات؛ كالجعلان
والخنافس، فهذا مستخبث حرام أكله.
قوله رحمه الله: «كَالفَأْرِ
وَنَحْوِهَا، إِلاَّ اليَرْبُوْعَ وَالضَّبَّ؛ لأنه أُكل على مائدة رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو ينظر، وقيل: أحرام هو؟ قال: «لا»»، اليربوع حلال، وهو
معروف، يسميه العوام: الجربوع، وكذلك الضب حلال، وأكل الضب على مائدة رسول الله
صلى الله عليه وسلم، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأكله؛ لأنه لم يعتد أكله،
وقال: «لاَ، وَلَكِنَّهُ لاَ يَكُونُ
بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ».
قوله رحمه الله: «وَمَا عَدَا
هَذَا مُبَاح»، ما عدا ما ذكر - مما هو مستخبث، ومما يأكل الجيف، وما يفترس -
فحلال من الحيوانات.
قوله رحمه الله: «وَيُبَاحُ أَكْلُ الخَيْلِ»، أكل الخيل حلال؛ لحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، قالت: «نَحَرْنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا فَأَكَلْنَاهُ» ([4])، أقرهم الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك، ولم يمنعهم من أكله، وأسماء هي أخت عائشة رضي الله عنها؛ أي: متصلة ببيت الرسول صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه البخاري رقم (5400)، ومسلم رقم(1946).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد