×
شرح عمدة الفقه الجزء الثاني

قوله رحمه الله: «لِقَوْلِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيْ البَحْرِ: «الحِلُّ مَيْتَتُهُ»»، لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم: إنا نركب البحر، وليس معنا ماء إلا قليل، أفنتوضأ من ماء البحر، قال صلى الله عليه وسلم: «هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ».

قوله رحمه الله: «إِلاَّ مَا يَعِيْشُ فِيْ البَرِّ، فَلا يُبَاحُ حَتَّى يُذَكَّى»، ما لا يعيش إلا في البر لا يحل إلا بذكاة: ﴿إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ [المائدة: 3].

قوله رحمه الله: «إِلاَّ السَّرَطَانَ وَنَحْوَهُ»، السرطان نوع من الحشرات كبير، وهو معروف.

قوله رحمه الله: «وَلا يُبَاحُ شَيْءٌ مِنَ البَرِّ بِغَيْرِ ذَكَاةٍ، إِلاَّ الجَرَادَ وَشِبْهَهُ»، الجراد يحل بدون ذكاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «أُحِلَّتْ لَكُمْ مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ، فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ، فالسمك وَالْجَرَادُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ، فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ».

هل الجراد بري أم بحري؟ هو يطلع من البحر، لكن يعيش في البر، فأصله بحري.

قوله رحمه الله: «وَالذَّكَاةُ تَنْقَسِمُ ثَلاثَةَ أَقْسَامٍ: نَحْرٍ، وَذَبْحٍ، وَعَقْرٍ»، الذكاة ثلاثة أقسام: النحر، وهو للإبل؛ لأنها تذبح مع نحرها - مجمع العروق - ولا تذبح مع حلقها، فتقام معقولة يدها اليسرى، وهي قائمة، قال الله جل وعلا: ﴿فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ [الحج: 36]، وفي قراءة: ﴿صَوَآفَّۖ : «فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافن»؛ والصواف أو الصوافن هي التي ترفع يدها إذا وقفت؛ مثل الخيل «الصافنات»: ﴿إِذۡ عُرِضَ عَلَيۡهِ بِٱلۡعَشِيِّ ٱلصَّٰفِنَٰتُ [ص: 31]، الصافنات هي التي ترفع يدها عند الوقوف من الخيل ومن غيرها، ﴿فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ [الحج: 36]؛ يعني: قائمة، اذبحوها قائمة، ﴿فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا [الحج: 36] أي: سقطت على الأرض ميتة ﴿فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ [الحج: 36].


الشرح