قوله رحمه الله: «لِقَوْلِ
رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيْ البَحْرِ: «الحِلُّ مَيْتَتُهُ»»، لما
سألوا النبي صلى الله عليه وسلم: إنا نركب البحر، وليس معنا ماء إلا قليل، أفنتوضأ
من ماء البحر، قال صلى الله عليه وسلم: «هُوَ
الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ».
قوله رحمه الله: «إِلاَّ مَا
يَعِيْشُ فِيْ البَرِّ، فَلا يُبَاحُ حَتَّى يُذَكَّى»، ما لا يعيش إلا في
البر لا يحل إلا بذكاة: ﴿إِلَّا مَا
ذَكَّيۡتُمۡ﴾ [المائدة: 3].
قوله رحمه الله: «إِلاَّ
السَّرَطَانَ وَنَحْوَهُ»، السرطان نوع من الحشرات كبير، وهو معروف.
قوله رحمه الله: «وَلا يُبَاحُ
شَيْءٌ مِنَ البَرِّ بِغَيْرِ ذَكَاةٍ، إِلاَّ الجَرَادَ وَشِبْهَهُ»، الجراد
يحل بدون ذكاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «أُحِلَّتْ
لَكُمْ مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ، فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ، فالسمك وَالْجَرَادُ،
وَأَمَّا الدَّمَانِ، فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ».
هل الجراد بري أم بحري؟ هو يطلع من البحر، لكن يعيش في البر، فأصله بحري.
قوله رحمه الله: «وَالذَّكَاةُ
تَنْقَسِمُ ثَلاثَةَ أَقْسَامٍ: نَحْرٍ، وَذَبْحٍ، وَعَقْرٍ»، الذكاة ثلاثة
أقسام: النحر، وهو للإبل؛ لأنها تذبح مع نحرها - مجمع العروق - ولا تذبح مع حلقها،
فتقام معقولة يدها اليسرى، وهي قائمة، قال الله جل وعلا: ﴿فَٱذۡكُرُواْ
ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ﴾ [الحج: 36]، وفي قراءة: ﴿صَوَآفَّۖ ﴾: «فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا
صَوَافن»؛ والصواف أو الصوافن هي التي ترفع يدها إذا وقفت؛ مثل الخيل «الصافنات»: ﴿إِذۡ
عُرِضَ عَلَيۡهِ بِٱلۡعَشِيِّ ٱلصَّٰفِنَٰتُ﴾ [ص: 31]، الصافنات
هي التي ترفع يدها عند الوقوف من الخيل ومن غيرها، ﴿فَٱذۡكُرُواْ
ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ﴾ [الحج: 36]؛ يعني: قائمة،
اذبحوها قائمة، ﴿فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ
ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا﴾ [الحج: 36] أي:
سقطت على الأرض ميتة ﴿فَكُلُواْ مِنۡهَا
وَأَطۡعِمُواْ﴾ [الحج: 36].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد