كِتابُ الجِهَادِ
**********
وَهُوَ
فَرْضُ كِفَايَةٍ، إِذَا قَامَ بِهِ مَنْ يَكْفِي، سَقَطَ عَنِ البَاقِيْنَ،
وَيَتَعَيَّنُ عَلى مَنْ حَضَرَ الصَّفَّ، أَوْ حَصَرَ العَدُوُّ بَلَدَهُ، وَلا
يَجِبُ إِلاَّ عَلى ذَكَرٍ حُرٍّ، بَالِغٍ، عَاقِلٍ، مُسْتَطِيْعٍ. وَالجِهَادُ
أَفْضَلُ التَّطَوُّعُ؛ لِقَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ: سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم، أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ، أَوْ أَيُّ الأَعْمَالِ خَيْرٌ؟
قَالَ: «إِيْمَانٌ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ» قَالَ: ثُمَّ أَيُّ شَيْءٍ؟ قَالَ:
«الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ، ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُوْرٌ» ([1]).
وَعَنْ
أَبِيْ سَعِيْدٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ
أَفْضَلُ؟ قَالَ: «رَجُلٌ يُجَاهِدُ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ» ([2]).
وَغَزْوُ
البَحْرِ أَفْضَلُ مِنْ غَزْوِ البَرِّ، وَيُغْزَى مَعَ كُلِّ بِرٍّ وَفَاجِرٍ،
وَيُقَاتِلُ كُلُّ قَوْمٍ مَنْ يَلِيْهِمْ مِنَ العَدُوِّ، وَتَمَامُ الرِّبَاطِ
أَرْبَعُوْنَ يَوْمًا، وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ
قَالَ: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيْمَا
سِوَاهُ» وَقَالَ: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ
شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ، جَرَى لَهُ
أَجْرُهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَوُقِيَ الفَتَّانُ» ([3]).
**********
([1]) أخرجه البخاري رقم (26)، ومسلم رقم (83).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد