الثَّانِيْ: أَنْ يَبْعَثَ
الأَمِيْرُ فِيْ البَدَاءَةِ سَرِيَّةً، وَيَجْعَلَ لَهَا الرُّبُعَ، وَفِي
الرَّجْعَةِ أُخْرى، وَيَجْعَلَ لَهَا الثُّلُثَ، فَمَا جَاءَتْ بِهِ، أَخْرَجَ
خُمُسَهُ، ثُمَّ أَعْطَى السَّرِيَّةَ مَا جَعَلَ لَهَا، وَقَسَّمَ البَاقِيَ فِيْ
الجَيْشِ وَالسَّرِيَّةَ مَعًا.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «الثَّانِي:
أَنْ يَبْعَثَ الأَمِيْرُ فِيْ البَدَاءَةِ سَرِيَّةً، وَيَجْعَلَ لَهَا الرُّبُعَ»،
أن ينفل الأمير سرية في البداءة، وقت خروج المسلمين تسبقهم وتتقدم عليهم من العدو،
ويعطيها زيادة على سهامها.
قوله رحمه الله: «وَفِي
الرَّجْعَةِ أُخْرى، وَيَجْعَلَ لَهَا الثُّلُثَ»، إذا رجعوا، يكون العدو أقوى
عند ذلك، فمن بقي من المسلمين بعد رجوع المسلمين يدافع عن المسلمين، فله زيادة؛
تشجيعًا له.
قوله رحمه الله: «فَمَا جَاءَتْ
بِهِ، أَخْرَجَ خُمُسَهُ، ثُمَّ أَعْطَى السَّرِيَّةَ مَا جَعَلَ لَهَا، وَقَسَّمَ
البَاقِيَ فِيْ الجَيْشِ وَالسَّرِيَّةَ مَعًا»، تقسيم الغنائم: أولاً: ينزع
الخُمس، قال الله جل وعلا: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ
أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ
وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ﴾ [الأنفال: 41]،
فهذا الخمس الغنيمة ينزع أول شيء، وأربعة الأخماس توزع بين المجاهدين.
**********
الصفحة 4 / 670
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد