×
شرح عمدة الفقه الجزء الثاني

 لم يعلم المشتري تدليسه، أما إذا كان عارفًا، فما له خيار، هو ما كان يعرف أن هذه مجملة، ولا فيها عيوب، وهي مسترة؛ مثلما يفعل الغشاشون الآن في بيع السيارات، وبيع الدور وغيرها، يجملونها، ويزينونها، ثم يبيعها على أنها سليمة على هذه الصفة.

قوله رحمه الله: «لَهُ رَدُّهُ، كَجَارِيَةٍ حَمَّرَ وَجْهَهَا، أَوْ سَوَّدَ شَعَرَهَا، أَوْ جَعَّدَهُ، أَوْ رَحًى ضَمَّرَ الْمَاءَ وَأَرْسَلَهُ عَلَيْهَا عِنْدَ عَرْضِهَا عَلَى الْمُشْتَرِي»، كانوا يطحنون الرحى على الماء، فيرسلونه على الرحى، ويدير الرحى دون أحد يدير الماء لاندفاعه، ونزوله عليها، تدور الرحى، هو أتى معه الماء، فلما أراد أن يعرضها للبيع، فتح الماء عليها، واندفع، فأدارها، فظن المشتري أن هذه عادتها، ولما خلص الماء، وقفت الرحى، ولم تدر، فهذا تدليس.

قوله رحمه الله: «وَكَذلِكَ لَوْ وَصَفَ الْمَبِيْعَ بِصِفَةٍ يَزِيْدُ بِهَا فِيْ ثَمَنِهِ، فَلَمْ يَجِدْهَا فِيْهِ»، لو قال: «هذه الدابة فيها حليب كثير بمقدار نصف صاع» - وهو كذاب -؛ كي يرغب فيها المشتري، أو «هذه السيارة لا عيب فيها أبدًا، لا خفي، ولا ظاهر»، وهو يعلم أن فيها عيبًا، فهذا أيضًا كذاب مدلس.

قوله رحمه الله: «كَصِنَاعَةٍ فِي الْعَبْدِ أَوْ كِتَابَةٍ»؛ كأن يقول: هذا العبد مهندس، هذا العبد يُحسن الكتابة والحساب، هذا العبد صانع، وهو ليس كذلك.

قوله رحمه الله: «أَوْ أَنَّ الدَّابَةَ هِمْلاجَةٌ»؛ أي: سريعة المشي والعدو، وهي بطيئة في الواقع.


الشرح