الحجاب واق من الزنا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ
عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا
يُؤۡذَيۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا﴾ [الأحزاب: 59]؛ أي:
يُعرفن بالعفة، ﴿فَلاَ يُؤْذَيْنَ﴾ إذا عرفوا أنها
متعففة، لا يطمعون فيها، أما إذا رأوها متهتكة متبرجة، طمعوا فيها، ويؤذيهن الفساق،
والفساق يؤذون ويتعلقون بالمتبرجات المختلطات مع الرجال، يطمعون فيهن، وأما التي
تعففت وابتعدت عن الاختلاط، وتحجبت، فلا يطمعون فيها، يعرفون أنها ما تريد ما
يريدون، فيتجنبونها، إنما يطمعون في المرأة التي تتبرج، وتختلط بهم، وتمازحهم،
يطمعون فيها ﴿فَلَا تَخۡضَعۡنَ
بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ﴾ [الأحزاب: 32]،
مجرد القول، إذا تغنجت لهم به، ومازحت معهم، طمعوا فيها.
فالله جل وعلا سد الطرق المفضية إلى الزنا، ولهذا قال: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ﴾، ما قال: لا تزنوا،
قال: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ﴾ [الإسراء: 32]، هذا
أبلغ.
قوله رحمه الله: «الزَّانِي،
مَنْ أَتَى الفَاحِشَةَ»، الفاحشة هي المعصية المتناهية في القبح ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ
إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ﴾ [الإسراء: 32]؛ أي: معصية متناهية في القبح والسفالة،
فإذا وقع فيها، وكان بكرًا، لم يسبق له أن تزوج، يُجلد مائة جلدة، ويُغرّب سنة عن
بلده، وإن كان محصنًا، فيُرجم بالحجارة حتى يموت؛ لأنه وقع في الزنا بعدما عرف
حُرمة الزوجات وحُرمة المحارم.
قوله رحمه الله: «فِي قُبُلٍ
أَوْ دُبُرٍ»، قضى شهوته في الفرج قُبُلاً كان أو دُبُرًا، أما الدُبُر من
الذكر، فهذا اللوطي، وحدُّه أنه يُلقى من أعلى مكان في البلد، ويُتبع بالحجارة،
هذا قول لبعض العلماء؛ قياسًا على قوم لوط.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد