وَمَنْ بَعَثَهُ
الأَمِيْرُ لِمَصْلَحَةِ الجَيْشِ، أَسْهَمَ لَهُ. وَيُشَارِكُ الجَيْشُ
سَرَايَاهُ فِيْمَا غَنِمَتْ، وَتُشَارِكُهُ فِيْمَا غَنِمَ، وَيَبْدَأُ
بِإِخْرَاجِ مُؤْنَةِ الغَنِيْمَةِ؛ لِحِفْظِهَا وَنَقْلِهَا، وَسَائِرِ
حَاجَاتِهَا، ثُمَّ يَدْفَعُ الأَسْلابَ إِلى أَهْلِهَا، وَالأَجْعَالَ
لأَصْحَابِهَا.
ثُمَّ
يُخَمِّسُ بَاقِيَهَا، فَيَقْسِمُ خُمْسَهَا خَمْسَةَ أَسْهُمٍ: سَهْمٌ للهِ
تَعَالى وَلِرَسُوْلِهِ صلى الله عليه وسلم، يُصْرَفُ فِي السَّلامِ وَالكُرَاعِ،
وَمَصَالِحِ المُسْلِمِيْنَ، وَسَهْمٌ لِذَوِي القُرْبى، وَهُمْ بَنُوْ هَاشِمٍ
وَبَنُوْ المُطَّلِبِ غَنِيُّهُمْ وَفَقِيْرُهُمْ، لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وَمَنْ
بَعَثَهُ الأَمِيْرُ لِمَصْلَحَةِ الجَيْشِ، أَسْهَمَ لَهُ»، إذا بعثه الأمير
طليعة يستطلع أحوال العدو لمصلحة من مصالح الجيش يقوم بها هذا الشخص، فله من
الغنيمة؛ لأنه مشارك في الجهاد.
قوله رحمه الله: «وَيُشَارِكُ
الجَيْشُ سَرَايَاهُ فِيْمَا غَنِمَتْ، وَتُشَارِكُهُ فِيْمَا غَنِمَ»،
السرايا هي طائفة من الجيش، تنطلق أمام الجيش، ما غنمت، فهو لها وللجيش، يشاركونه
ما غنمه؛ لأنهم شيء واحد.
قوله رحمه الله: «وَيَبْدَأُ
بِإِخْرَاجِ مُؤْنَةِ الغَنِيْمَةِ»، يبدأ الإمام بإخراج مؤنة الغنيمة؛ أي: ما
بذل في أخذها من حمل، وتخزين، وغير ذلك.
قوله رحمه الله: «لِحِفْظِهَا
وَنَقْلِهَا، وَسَائِرِ حَاجَاتِهَا»؛ أي: أجرة حفظها ونقلها، يبدأ بذلك قبل
القسمة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد