المؤمنين رضي الله عنها،
إنما استغل المنافقون هذه القضية، والقضية أنها رضي الله عنها ذهبت لتقضي حاجتها
بالليل، فلما رجعت، وجدت القوم قد رحلوا يحسبونها في الهودج، فرفعوا الهودج،
وثبتوه على الركب؛ لأنها خفيفة، ما ظنوا أنها ليست في الهودج، فلما جاءت، ووجدتهم
ذهبوا، فمن ذكائها وحذقها أنها ما خبطت وراحت هنا وهنا، بل بقيت في المكان؛ لأنها
تعلم أنه سيأتي قومها إلى هذا المكان، إذا فقدوها، فلو أنها راحت عنه هنا أو هناك،
ضاعت، فبقيت في المكان، حتى جاء رجل من الصحابة ومن فضلائهم رضي الله عنهم، كان قد
نزل خلف الركب ونام؛ لأنه غلبه النوم فنام، فلما جاء يريد أن يلحق بالقوم، فرآها،
قال: ما هذا السواد؟ فاستيقظت، فإذا أم المؤمنين رضي الله عنها وغطت وجهها.
فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون! فأبرك الراحلة، ووطئ على يدها، حتى ركبت أم
المؤمنين، وذهب يقود بها، وهو صفوان بن المعطل رضي الله عنه.
فلما نزلوا في القيلولة، وصل صفوان بأم المؤمنين، فرح المنافقون بهذا،
قالوا: بينه وبينها موعد وكذا وكذا، وحصل على الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا
شدة بسبب هؤلاء المنافقين، وإلا فهو يعلم براءة أم المؤمنين رضي الله عنها.
قوله رحمه الله: «بِأَرْبَعَةِ
رِجَالٍ أَحْرَارٍ عُدُوْلٍ»، رجال ما فيهم نساء، وأحرار ما فيهم مملوك، وعدول
ما فيهم فاسق.
قوله رحمه الله: «الثَّانِي:
الْمالُ وَمَا يُقْصَدُ بِهِ الْمَالُ»، أما المال وما يقصد به، فيقبل فيه
رجلان، أو رجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء، أما بقية الحقوق، فلا تقبل فيها
شهادة النساء على السرقة، ولا تقبل شهادة النساء على الزنا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد