إلا الله عز وجل، وأنه يسيطر على
الناس وإذا لم يعبدوه ضَرَّهم، ومَنْ عَبَدَهُ منهم، فإنه ينفعه، فهذا طاغوت أيضًا؛
لأنه يدعو الناس إلى أن يتخذوه إلهًا من دون الله عز وجل.
وهذا
كما يفعل بعض أصحاب الطرق الصوفية، والمخرفين الذين يسيطرون على عباد الله، ويجعلون
لأنفسهم مقام الألوهية في أنهم ينفعون ويضرون، وأنهم وأنهم.. إلى آخره؛ ليستذلوا العباد
ويترأسوا عليهم بالباطل.
والخامس:
مَنْ حَكَمَ بغير ما أنزل الله عز وجل؛ لأن الله
سبحانه وتعالى يقول: {أَلَمۡ تَرَ إِلَى
ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ
أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدۡ
أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ وَيُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمۡ
ضَلَٰلَۢا بَعِيدٗا﴾ [النساء:
60]، فالذي يحكم بغير ما أنزل الله، وهو يرى أن حكمه بغير ما أنزل الله أصلح للناس،
وأنفع للناس، وأنه مساوٍ لما أنزل الله، وأنه مُخيَّر بين أن يحكم بما أنزل الله، أو
يحكم بغيره، أو أن الحكم بغير ما أنزل الله جائز، فهذا يُعتبَر طاغوتًا وهو كافر بالله
عز وجل.
هذه رؤوس الطواغيت، والله تعالى أعلم.
***
الصفحة 2 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد