الإمامة في الصلاة
سؤال:
إمام المسجد عندنا في الحارة، يرتكب بعض الأخطاء أثناء الصلاة،
وهي أخطاء لاصقة به لا يتخلص منها، ومنها أنه لا يقرأ القرآن جيدًا بمعنى: أنه لا يعطي
كل حرف حقه، ولا يقف في الوقف، بل يقف في المنع، ويزداد هذا أكثر في رمضان أثناء صلاة
التراويح، ومن الأخطاء كذلك أنه يعبث بأصابع يده ويحرِّك قدميه، ولا يتركهما ثابتتين
على الأرض، وسؤالنا: هل نحن على حق عندما هجرنا المسجد، ولم نَعُدْ نصلي وراء
هذا الإمام، أم أن صلاتنا وراءه صحيحة، رغم هذه الأخطاء، ولا ننسى أن نذكر أنه يكتب
التمائم للناس بآيات قرآنية؟
الجواب: مما لا شك فيه أنه ينبغي أن يكون الإمام على صفة لائقة من العلم والتقوى، وإتقان الصلاة، وأن يكون قدوة حسنة يُقتدى به في الخير؛ لأن الإمام ضامن، كما في الحديث ([1])، فهو يتولى مسؤولية عظيمة، ويتولى أداء فريضة عظيمة، ويقوم بعمل جليل، فينبغي أن يكون على مستوى جيد من العلم والعمل، كما أن عليه أيضًا أن يهتم بأداء الصلاة على وجهها، ويَحْذَر من العبث أثناء الصلاة كما ذُكِر من أنه يكثر الحركة ويكثر العبث بيديه، هذا أمر لا يليق بالمصلي عمومًا إمامًا أو مأمومًا، فالمصلي مطلوب منه الخشوع في الصلاة والطمأنينة، قال تعالى: {قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢﴾ [المؤمنون: 1، 2]،
الصفحة 1 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد