×
مجموع الفتاوى الجزء الأول

 ترك الصلاة تكاسلاً

سؤال: توفي والدي يرحمه الله، بعد أن مرض مرضًا نفسيًّا، طالت مدته، وكان في فترة المرض لا يصوم ولا يصلي، كما كان أيضًا قبل مرضه يتكاسل أحيانًا كثيرة عن الصلاة وأخشى عليه من عقاب الله؛ لذلك فأنا دائمًا أدعو الله له في صلاتي، ولكن هل يجوز أن أصلي عنه، أو أصوم عنه قضاء عمَّا تركه في حياته من صوم أو صلاة؟

الجواب: إذا كان والدك ترك الصلاة متعمدًا، واستمر على هذا إلى أن مات، فهذا أمره خطير، ويُخشى عليه من الكفر؛ لأن من ترك الصلاة جاحدًا لوجوبها، فهذا كافر بإجماع المسلمين، ومَنْ تركها تكاسلاً مع إقراره لوجوبها، فهذا كافر أيضًا على الصحيح، وإذا كان والدك تَرَكَ الصلاة واستمر على هذا إلى أن مات، وهو يترك الصلاة، أو يصلي بعض الأحيان، ويترك في البعض الآخر، فهذا حالته خطيرة، ولا يجوز الدعاء له إن كان مات على هذه الحالة.

وأما قضاء الصلاة، فالصلاة لا تُقضَى، ولا يصلي أحدٌ عن أحد، فالواجب على المسلم أن يحافظ على صلاته، وأن يحافظ على بقية دينه ولا يتساهل فيه؛ خشيةَ أن يدركه الموت وهو مُفَرِّط في دينه، ومُضَيِّع لصلاته، وإذا مات على هذه الحالة، فلا يجديه شيء، لا دعاء ولا صدقة والعياذ بالله؛ لأنه مُضَيِّع لعمود الإسلام، ومتكاسل عن آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين.

فالحاصل: أن حالة المذكور إن كان مات على ذلك فحالته سيئة والعياذ بالله، ولا يجوز لك أن تدعو له، ما دام أنه مات وهو مُضيِّع للصلاة، ولا يُجْزِيه قضاء الصلاة عنه، ولا ينفعه ما يُعمَل له لأنه مات


الشرح