الإنسان مُسيَّر ومُخيَّر
سؤال:
أرجو إفادتي هل الإنسان مخير في دنياه أم مسير، ففي الآية
الكريمة التالية: {فَمَن شَآءَ
فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ﴾
[الكهف: 29]، تفيد أن الإنسان مخير، وفي الآية الكريمة الأخرى: {وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [التكوير: 29]، تفيد أن الإنسان مسير، فما معنى الآيتين،
وهل بينهما تعارض كما يظهر أم لا؟
الجواب:
الإنسان مسير ومخير، يجتمع فيه الأمران، فهو مسير من حيث
جريان أقدار الله وقضائه عليه، وخضوعه لذلك كونًا وقدرًا، وأنه لا يمكنه التخلص من
قضاء الله وقدره، الذي قدَّره عليه؛ فهو من هذه الناحية مسير.
أما
من ناحية أفعاله هو وحركاته وتصرفاته فهو مخير؛ لأنه يأتي ويذر من الأعمال بإرادته
وقصده واختياره، فهو مخير.
والعبد
له مشيئة، وله اختيار، ولكنه تابع لمشيئة الله سبحانه وتعالى، وقضائه وقدره؛ ولذلك
يُثاب على الطاعة ويُعاقب على المعصية التي يفعلها باختياره وإرادته، أما الذي ليس
له اختيار ولا إرادة كالمُكرَه والناسي والعاجز عن فعل الطاعة، هذا لا يُعاقَب؛ لأنه
مسلوب الإرادة والاختيار، إما بالإكراه، وإما بالنسيان، وإما بالعكس، أو بفقدان العقل
كالمجنون والمعتوه، فهو في هذه الأحوال لا يُعاقَب على تصرفاته؛ لأنه فاقد للاختيار،
فاقد للإرادة.
أما ما أشرت إليه من الآيتين الكريمتين، قوله تعالى: {وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [التكوير: 29]، هذا يؤيد ما ذكرنا؛ لأن الله
الصفحة 1 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد