تفسير سورة طه
سؤال:
قال الله تعالى: {وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ
ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ﴾
[طه: 124]، ما تفسير هذه الآية، جزاكم الله كل خير؟
الجواب:
يقول الله سبحانه وتعالى: {قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ
عَدُوّٞۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا
يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ ١٢٣ وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ
ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤﴾
[طه: 123، 124]، في الآية الأولى: أخبر الله تعالى أن من اتبع القرآن وعمل به
فإنه سبحانه وتعالى قد تكفَّل له بأن لا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة.
وفي
الآية الثانية، أن من أعرض عن القرآن، ولم يعمل به، فإن الله جل
وعلا يعاقبه بعقوبتين:
الأولى:
أنه يكون في معيشة ضنك، وقد فُسِّر ذلك بعذاب القبر؛ لأنه يُعذَّب في قبره، وقد يُراد
به أيضًا المعيشة في الحياة الدنيا وفي القبر أيضًا، فالآية عامة، والحاصل:
أن الله توعده بأن يعيش عيشة سيئة مليئة بالمخاطر والمكاره والمشاق جزاءً له على إعراضه
عن كتاب الله عز وجل؛ لأنه ترك الهدى فوقع في الضلال ووقع في الحرج.
والعقوبة الثانية: أن الله جل وعلا يحشره يوم القيامة أعمى؛ لأنه عمي عن كتاب الله في الدنيا فعاقبه الله في العمى في الآخرة، {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا ١٢٥ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ ١٢٦﴾ [طه: 125، 126]، فإذا عمي عن كتاب الله في الدنيا بأن لم يلتفت إليه، ولم ينظر فيه، ولم يعمل به، فإنه يُحشَر يوم القيامة على هذه
الصفحة 1 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد