×
مجموع الفتاوى الجزء الأول

 تعليق الآيات القرآنية

سؤال: هل يجوز تعليق لوحات تجميلية في المنازل، وقد كُتِب عليها آيات قرآنية؟

الجواب: الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن هدى ونورًا وشفاءً لما في الصدور، أنزله ليُتلى ويُتدبر ويُعمل به ويُستنار بهديه، ويُتخذ إمامًا وقائدًا إلى الله جل وعلا وإلى جنَّته فهو حُجَّة الله على خلقه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ» ([1])، إن تمسكت به وعملت به صار حجة لك، وهو دليلك إلى الجنة، وإن أعرضت عنه صار حجة عليك، يدفعك إلى النار لمخالفته وعدم العمل به. فهذا هو الواجب نحو القرآن.

الواجب نحو القرآن أن نتلوه حق تلاوته، وأن نهتدي بهديه ونستنير بنوره وأن نعظِّمه ونُجِلَّه ونحترمه ونَصُونه عن العبث والامتهان؛ لأنه كتاب الله عز وجل الذي {لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ [فصلت: 42]، وأن نعمل به، وأن نحكِّمه فيما اختلفنا فيه، كما قال تعالى: {فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا [النساء: 59].

أما كتابته في حُجُب أو على رقاع ويُعلَّق على الجدران، فهذا لا ينبغي، أو يحرم كتابته حجبًا وحروزًا ويعلق على الصبيان أو على الرقاب أو على النساء أو الرجال، هذا لا يجوز على الصحيح من قولَي العلماء؛ لأن فيه امتهانًا للقرآن، وتعريضًا لإهانته، وربما يكون سببًا


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (223).